السلطات البحرينية تستأنف عادتها السنوية في التضييق على الممارسات العاشورائية وتستدعي للتحقيق خطباء ومنشدينو تعتقل عدد منهم، وتشن حملة نزع وتخريب للمجسمات واللوحات الفنية والرايات الحسينية.
واحالت السلطات عدداً من الخطباء للتحقيق لساعات قبل ان تعتقلهم وفق قانون "الارهاب" على خلفية خطبهم العاشورائية، واعلنت السلطات التوقيف لـ 15 يوما لكل من أستاذ الحوزة والمربي الشيخ هاني البناء والخطيب الحسيني الشيخ ياسين الجمري.
وداهمت السلطات منطقة كرباباد حيث شهدت المنطقة عزاء مركزيا في اليوم التاسع وهددت الأهالي باطلاق النار ومنع المواكب في حال خرجت المواكب قبل موافقة الجهات الأمنية.
وقال باقر درويش رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان يبدو بأن "استمرار ممارسة الحريات الدينية بدون مضايقات نسبية لعاشوراء 2018 لم يرق للديوان الملكي، فجاء الضوء الأخضر لتنشيط "سعار الانتهاكات" لدى وزارة الداخلية وتحفيز كتبة التقارير لدى المخابرات للوشاية ضد الخطباء والرواديد، حيث توزعت الانتهاكات بين: الاستدعاءات الأمنية والتعديات على مظاهر عاشوراء والتوقيف التعسفي وخطابات الكراهية بل حتى السجناء لم يسلمو من انتهاك حرياتهم الدينية، وهو مايؤكد بأن ترويج الحكومة لنفسها بأنها تحتضن التسامح الديني مجرد ادعاءات كاذبة، مع العلم بأن انتهاكات عاشوراء تسير في خط تصاعدي منذ 2011 وأصبحت موسمية في العام الماضي افتتح عاشوراء ب 43 انتهاكا في 15 منطقة".
وأضاف ان "المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أخفقت في تسجيل موقف ضد الانتهاكات، فضلا عن أن السلطات منحت نفسها سلطة تقديرية موسعة تمكنها من التعسف في تفسير المادة (22) من دستور 2002، وهي استعملت صلاحياتها في التحقيق والملاحقة القضائية كأدوات ترهيب ومعاقبة ضد الخطباء والمنشدين".
ويشهد احياء ذكرى عاشوراء الامام الحسين (ع) حضورا وتفاعلا واسعا من الشارع البحريني رغم الملاحقات الأمنية والإعتقال وتضييق السلطات.
من جهة أخرى لم تمنع الإجراءات الأمنية المشددة لمنع صلاة وخطاب ليلة العاشر في العاصمة البحرينية، فقد أقام المواطنون صلاة ليلة العاشر في العاصمة المنامة وسط هتافات عاشورائية ورفع صور آية الله قاسم، وتحولت صلاة ليلة العاشر لمسيرة حاشدة ردد خلالها المشاركون هتافات ضد السلطات التي تشن حملة تضييق واعتقلات للخطباء والمنشدين على خلفية مشاركتهم في احياء ليالي عاشوراء.
وتقدم موكب علماء البحرين المسيرات العاشورائية ليلة العاشر في المنامة بمشاركة العلامة السيد عبدالله الغريفي وعدد غفير من العلماء وطلبة العلوم الدينية، وشهدت العاصمة المنامة حضور واسع في مواكب ليلة العاشر وبمشارك عشرات الآلاف.
واحتشد المواطنون في مجالس يوم العاشر لذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام في يوم عاشوراء، وبعدها انطلقت مسيرات يوم العاشر في مناطق متفرقة من البحرين وشهدت منطقة كرباباد في العاصمة مواكب عزاء مركزية انتظموا في مسافة كيلومتر ونصف ورددوا القصائد الرثائية بحق سيد الشهداء.
وفي منطقة النعيم الضاحية الغربية للمنامة توافد البحرينيون والمقيمون لحملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم في عادة استمرت 20 سنة منذ انطلاقة الحملة، وقال رئيس الحملة الدكتور فاضل النشيط "ان التبرع بالدم أصبح جزء من احياء اهل البحرين لعاشوراء وهو لا ينفصل عن كل الشعائر التي يحرص عليها البحرينيون". وأكد النشيط ان الحملة تغلق الأبواب أمام المتبرعين قبل انتهاء وقت الحملة وذلك لتجاوزها امكانية حجم تخزين بنك الدم البحريني.
واعتقلت السلطات عدد من مسؤلي المواكب في المالكية والنعيم وأمرت بتوقيف أستاذ الحوزة الشيخ هاني البناء والشيخ ياسين الجمري 15 يوم على ذمة التحقيق بعد خطابات لهم في مجالس عاشورائية، واستدعت للتحقيق عددا من المنشدين ومسؤلي المآتم والخطباء في صورة من التضييق على الشعائر العاشورائية. انتهى/م.
اضف تعليق