قال بروس ريدل -مدير مشروع الاستخبارات في معهد "بروكينغز"- إن استقرار المملكة السعودية أصبح أكثر هشاشة في الوقت الحالي. معتبراً أن كفاءة ولي العهد الشاب أصبحت موضع شك متزايد، وأن سجله الحافل بالقرارات الطائشة والمندفعة في الداخل والخارج بات يهدد مستقبل المملكة.
وأضاف ريدل، في مقال نشره موقع "المونيتور" الأميركي، أن الحرب في اليمن -التي بدأها ولي العهد- هي الآن في عامها الرابع، ولا يبدو لها نهاية في الأفق. مشيراً إلى أن الحوثيين أطلقوا أكثر من 60 ألف صاروخ عبر الحدود لإخلاء عشرات من القرى الحدودية السعودية، وقرابة 200 صاروخ باليستي تجاه المدن السعودية بما في ذلك الرياض، بينما قامت القوات الجوية السعودية وشركاؤها بتدمير البنى التحتية الضعيفة في اليمن، وشن عشرات الهجمات على المدنيين؛ ما جعل أحد المراقبين يطلق على اليمن اسم "قناة الموت".
وقال الكاتب إن الحصار السعودي لليمن استراتيجية وضعها محمد بن سلمان، باعتباره وزيراً للدفاع ويستحق المساءلة عن نتائجها. مشيراً إلى أن الحرب خلّفت رد فعل معادياً للسعودية في جميع أنحاء العالم.
وأضاف ريدل، أن حصار قطر كارثة أخرى أحدثها ولي العهد على صعيد السياسة الخارجية. مشيراً إلى أن رجل دين سعودياً بارزاً مهدد بالإعدام بسبب انتقاده الحصار، هذا بالإضافة إلى ما نتج عن هذه السياسة من انهيار لمجلس التعاون الخليجي.
وأشار الكاتب كذلك إلى أن هناك كثيراً من التكهنات بأن السعوديين كان لهم دور في هجوم 22 سبتمبر في الأهواز بإيران، لافتاً إلى أن ولي العهد قال علناً إنه يريد محاربة إيران داخل إيران.
ورجّح الكاتب أن يؤدي هذا الهجوم إلى تأجيج التوترات الطائفية في جميع أنحاء المنطقة وداخل المملكة.
وتابع: "في الداخل، أدت حملة اعتقالات لأبرز السعوديين، في الخريف الماضي بفندق (ريتز كارلتون)، إلى هروب رؤوس الأموال وتراجع الاستثمار الأجنبي". مؤكداً أن الثقة في الاقتصاد وفي تعامل الأمير مع القضايا الاقتصادية آخذة في التراجع، كما أن خطته لبيع "أرامكو" قد ماتت الآن؛ فالملك قام بقتلها.
ومضى الكاتب للقول: "يُقال إن ولي العهد يقضي كثيراً من الليالي على يخته في جدة، والذي تبلغ قيمته نصف مليار دولار؛ خوفاً على نفسه. إنه قصر عائم أطول من ملعب كرة القدم، كما أنه يُعدّ مهرب طوارئ".
ويشير الكاتب إلى أن المملكة كانت -لمدة 50 عاماً- مستقرة، وكان خط الخلافة معروفاً وواضحاً ومحسوماً، ولم يكن الرؤساء الأميركيون قلقين بشأن استقرار المملكة منذ عهد جون كينيدي. "أما الآن، فيجب عليهم أن يشعروا بالقلق".
وأضاف: "لقد منحت إدارة ترمب السعودية شيكاً على بياض، وتدعم الآن حربها في اليمن، وأثنى البيت الأبيض على ولي العهد، وهذا نهج أحمق وخطير".
وختم الكاتب مقاله بالقول: "إن السعوديين يحتاجون إلى دعم أميركي ودولي لإنهاء الحرب في اليمن، التي تكلّفهم 5 مليارات دولار شهرياً، وتؤدي إلى تآكل استقرار المملكة. لقد خاطر ولي العهد بسمعته مقابل الانتصار في هذه الورطة الحقيقية، وبتكلفة بشرية مروعة. يجب على صديقه الأميركي أن يبحث عن نهاية مشرّفة -وقبل كل شيء مبكّرة- لهذه المأساة". انتهى/خ.
اضف تعليق