أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إلى وقوع معارك بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والجيش السوري على مقربة من قلعة تاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي يسعى المتشددون للسيطرة عليها مما أثار قلقا على الآثار المدرجة على قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث العالمي. بحسب رويترز.
وذكر المرصد أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا 23 شخصا يوم الجمعة بينهم تسعة قصر وخمس نساء في مناطق سيطروا عليها خارج المدينة.
وهذه الجولة من الإعدامات الجماعية هي الثانية منذ تقدم تنظيم الدولة إلى المنطقة التي تبعد نحو 240 كيلومترا شمال شرقي العاصمة دمشق.
وكان المرصد أورد أن التنظيم اعدم في الجولة الاولى 26 شخصا عشرة منهم ذبحا.
وفاقمت العملية العسكرية التي يشنها التنظيم المتشدد على وسط سوريا الضغوط على القوات الحكومية التي تواجه هزائم كبيرة منذ أواخر مارس آذار الماضي في الحرب الاهلية المستمرة منذ أربع سنوات.
وتضم تدمر آثارا هائلة وتعتبر إحدى أهم المراكز الثقافية في العصر القديم وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على لائحة التراث العالمي عام 2013.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريحات بُثت يوم الجمعة إن واشنطن ستساعد دول الخليج العربية في التصدي لأي تهديد عسكري تقليدي وتحسين التعاون الأمني للتصدي لبواعث القلق بشأن أفعال إيران التي تزعزع استقرار المنطقة.
وتحدث أوباما لقناة العربية في أعقاب اجتماع قمة نادر مع زعماء من دول الخليج العربية وصفه بأنه كان "صريحا وصادقا للغاية."
وقال أوباما إن الحرب في سوريا "ربما لا تنتهي" قبل أن يغادر هو السلطة وإن واشنطن قد لا تستطيع أبدا بمفردها إنهاء هذا الصراع.
وتنتقد دول خليجية عربية كثيرة ما تعتبره موقف ِأوباما المتردد بشأن الحرب في سوريا حيث تدعم إيران الرئيس بشار الأسد.
وقال أوباما إنه حاول طمأنة دول الخليج التي تشعر بقلق من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق نووي مع إيران قائلا إنه سيتعين على طهران "أن تستعيد ثقة المجتمع الدولي" من خلال قبول المراقبة الوثيقة لنشاطها النووي.
وقال إن"البديل هو عدم معرفة أي شيء عما يحدث داخل إيران وهذا على ما أعتقد وضع أكثر خطورة بكثير بالنسبة للجميع في المنطقة."
وتسعى الولايات المتحدة وخمس دول أخرى للتوصل لاتفاق نهائي مع إيران للحد من برنامجها النووي بحلول 30 يونيو حزيران.
واتفق أعضاء مجلس التعاون الخليجي في بيان مشترك على أن التوصل لاتفاق "شامل ويمكن التحقق منه" مع طهران سيكون في مصلحتهم.
وأضاف أوباما إن الجيش الأمريكي سيساعد دول الخليج العربية على الدفاع عن نفسها في مواجهة أي تهديد عسكري تقليدي مثل الغزو الذي قام به العراق للكويت عام 1990.
وفيما يتعلق بالتهديدات غير التقليدية قال أوباما إن واشنطن ستعمل مع دول الخليج العربية لتعزيز قواتها الخاصة ومخابراتها وقدرتها على وقف تهريب السلاح.
وأشار إلى أن المخاوف بشِأن التهديدات غير التقليدية تركزت على إيران. وقال"عندما نتحدث عن ضرورة أن يكون لدينا قدرات مشتركة لمواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار والصراعات في المنطقة فإن بعضها مرتبط بشكل مباشر بالمخاوف المحيطة بإيران."
ورفض أوباما إشارة خلال المقابلة بأن سوريا قد تصبح "رواندا" بالنسبة له في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 والتي لاحقت إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في ذلك الوقت.
وقال أوباما عن الصراع السوري"لديك في بلد حرب أهلية ناجمة عن استياء قائم منذ فترة طويلة:إنها شيء لم تثره الولايات المتحدة وهي ليست شيئا كان يمكن أن توقفه الولايات المتحدة."
وأضاف "أحد الأمور التي قلتها في اجتماع القمة إن الناس في الشرق الأوسط غالبا ما ينحون باللائمة على الولايات المتحدة في كل شيء."
وقال إنه كان "صريحا جدا مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي" وإن "الولايات المتحدة لا يمكن في نهاية الأمر أن تعمل إلا من خلال الدول العربية التي تعمل أيضا من جانبها لمعالجة هذه المسائل."
وأضاف إن الولايات المتحدة لم تطلق صواريخ على بشار الأسد في 2013 بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية نسب إلى قوات الأسد على نطاق واسع لأن حكومته تخلت عن مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية.
اضف تعليق