دعت صحيفة "واشنطن بوست" إلى ضرورة أن توقف الولايات المتحدة كل أنواع الدعم العسكري المقدَّم للسعودية، لإنقاذ اليمن.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب اتخذت خطوة أولى نحو كبح جماح النظام السعودي بقيادة ولي العهد "المتهور" محمد بن سلمان، داعية إلى ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، في ضوء الفشل العسكري الذي مُنيت به الحملة السعودية، بعدما قادت إلى أسوأ أزمة إنسانية.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها، أن الرياض ردَّت على دعوة وقف إطلاق النار، بهجوم جديد مع حليفتها الإمارات، استهدف ميناء الحديدة، الذي يمر من خلاله نحو 70% من الغذاء والدواء الذي يصل إلى اليمن، البالغ عدد سكانه قرابة 28 مليون نسمة، نصفهم بات على شفا الموت جوعاً.
وأشارت إلى أن الهجوم على الحديدة عُلِّق في وقت سابق من هذا العام، بضغط من الولايات المتحدة، مستدركةً بالقول: "لكن الطائرات تقصف الآن المدينة مرة أخرى، وربما تستخدم ذخائر زوَّدتها بها أمريكا".
ويوم الجمعة الماضي، اتخذ "البنتاغون" خطوة أخرى بإنهاء عملية تزويد الطائرات السعودية بالوقود، لكن هذا أيضاً لم يؤدِّ إلى وقف الهجوم، فبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، فإن القتال في الشوارع لا يزال مستمراً.
وتضيف "واشنطن بوست": "في عام 2015، أطلق محمد بن سلمان حربه في اليمن، بعد وقت قصير من توليه وزارة الدفاع.
وتستدرك: "وبدلاً من ذلك، أصبح اليمن مستنقعاً أدى إلى مقتل أكثر من 16 ألف مدني، معظمهم في غارات جوية سعودية استهدفت مدارس ومستشفيات وأسواقاً ومساجد وحفلات زفاف وجنازات".
ولم ينجح ولي العهد السعودي، تقول الصحيفة، بعد هذا السجلِّ الدامي في تحقيق شيء باليمن، وتابع سلسلة من المغامرات الإضافية، بلغت ذروتها بقتل الصحفي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر الماضي.
وتقول الصحيفة إن بعض المدافعين عن محمد بن سلمان قالوا إنه عقب مقتل خاشقجي بات مقصوص الجناح، خاصة أن مستشارِيه المتشدِّدِين استُبدل بهم آخرون أكثر حكمة، مستدركةً: "ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإنه لا دليل حتى الآن على ذلك باليمن. عكس ذلك، فإن نظام الرياض لا يزال يبصق في وجه آخر المدافعين عنه، إدارة ترامب، التي كانت تحاول حماية ولي العهد".
وفي يوم الأحد الماضي، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وليَّ العهد محمد بن سلمان إلى ضرورة وقف الأعمال العدائية في اليمن، لكن بالوقت نفسه يستمر بومبيو في التظاهر بأن محمد بن سلمان سيحاسب ويعتقل المتورطين كافة في جريمة اغتيال خاشقجي، رغم أن ولي العهد هو المشتبه الرئيس به في هذه القضية.
وتقول "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة تدعم جهود الأمم المتحدة لإطلاق مفاوضات للسلام في اليمن بحلول نهاية العام، لكن من الواضح أن السبيل الوحيد لفرض وقف إطلاق النار وإنقاذ الملايين هو إنهاء كل الدعم العسكري المقدم للقوات السعودية والقوات المتحالفة معها، وتحديداً الإمارات.
وتختم الصحيفة بالقول، إن من الضروري ألا يكون هناك مزيد من مبيعات الأسلحة والذخائر وقطع الغيار للسعودية، ويجب تجميد أي تعاون استخباراتي أو أي دعم فني، وإذا لم تكن إدارة ترامب أكثر صرامة مع ولي العهد، فإن على الكونغرس أن يؤدي هذا الدور.انتهى/س
المصدر/ وكالات
اضف تعليق