اقرت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا بضلوع أفراد منها في قتل قرويين دروز بشمال غرب سوريا الأسبوع الماضي وقالت إنهم خالفوا التوجيهات وسيقدمون للمحاكمة.
وقالت تقارير إن 20 قرويا درزيا قتلوا في قرية "قلب لوزة" بمحافظة إدلب يوم الأربعاء الماضي، عندما فتح أفراد من جبهة النصرة النار عليهم في حادث اندلع بسبب محاولتهم مصادرة منزل. بحسب رويترز.
ويتركز تواجد الدروز في محافظة "السويداء" قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل حيث حقق المتشددون مكاسب ميدانية كبيرة في الآونة الأخيرة.
وحذر قادة دروز لبنانيون متحالفون مع الحكومة السورية من أن الدروز يواجهون تهديدا وجوديا. ودعا البعض إلى ارسال السلاح إليهم للدفاع عن أنفسهم.
لكن وليد جنبلاط أهم سياسي درزي في لبنان وأحد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد قال إن الحادث "شخصي" مشيرا إلى أنه لا يراه طائفيا. ويتعين أن يحل عبر الاتصالات السياسية مع القيادات المحلية والاقليمية.
من جانب آخر أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مقاتلين من الأقلية الدرزية ساعدوا في صد هجوم لمقاتلي المعارضة على قاعدة للجيش النظامي جنوب البلاد استجابة لدعوة لحمل السلاح للتصدي لمسلحين من جماعات بينها جبهة النصرة.
وقال زعيم للدروز من السويداء إن شبابا من المدينة شاركوا في استعادة قاعدة "الثغلة" الجوية المهجورة استجابة لدعوة لحمل السلاح صدرت في وقت لاحق.
وأكد قائد لمسلحي المعارضة أن الحكومة أرسلت تعزيزات للقاعدة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن دور الدروز كان أساسيا في صد الهجوم على القاعدة. وقال إنه لولا حشدهم لما أمكن صد مقاتلي المعارضة الذين قال إنهم يتراجعون. بحسب الوكالة الالمانية.
وكشفت قناة "الجزيرة"، هوية زعيم جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني"، حيث ذكرت أن الاسم الحقيقي له هو "أسامة العبسي الواحدي"، ويلقب "بالفاتح"، وهو ابن بلدة "الشحيل" (محافظة دير الزور) من عائلة تعود أصولها إلى محافظة إدلب.
يذكر ان قناة الجزيرة، التي تتخذ من قطر مقر لها، قد بثت لقاء حصري مع "الجولاني" زعيم جبهة النصرة، الذي بين خلال حديثه، تطلعات الجبهة نحو مستقبل الصراع المسلح داخل سوريا، اضافة الى اراء زعيم الجبهة لعدد من قضايا الشرق الاوسط.
وشهد اللقاء، الذي قسم الى حلقتين، الكثير من ردود الافعال، سيما وان عدد من المراقبين اعتبروا هذا اللقاء، كخطوة للترويج لجبهة النصرة على انها "الاكثر اعتدالا" من بين جميع الحركات المتطرفة داخل سوريا.
فيما رأى اخرون، ان الداعمين لجبهة النصرة حاولوا ابراز الجبهة كممثل وحيد للجماعات الاسلامية في سوريا, وذلك بعد الوعود الامريكية بتسليح وتدريب المسلحين، اضافة الى بحث امكانية اخراج النصرة من اطار الجماعات المتهمة بالإرهاب.
ويبدو ان جميع هذه الخيارات تراجعت بعد الاحداث الاخيرة في ادلب، بعد ان ابدى المجتمع الدولي قلقة من حدوث المزيد من الاعتداءات بحق المدنيين والاقليات في داخل سوريا.
اضف تعليق