الشرق الاوسط

باحث: بوادر صراع تركي ايراني في افغانستان

بدأ مسلسل انتصارات طالبان وسيطرتها يتصاعد، فأحكمت السيطرة على إقليم وردك، وسيطرت على مجموعة كبيرة من أراضي أقاليم بلخ، وكابيسا، وغزني، وصولاً إلى تمددها الأخير وهو الذي كان معقلها الأساسي في ولاية قندهار الجنوبية، مروراً بسيطرتها على المعابر الحدودية مع طاجيكستان، وإيران، وتركمانستان. خ

لم يكد يعلن بايدن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، إلا وأعلنت طالبان عن سيطرتها على حوالي 85% من الأراضي الأفغانية، التمدد الذي جاء بالتزامن مع تصاعد الهجمات التي شنتها طالبان على مقار القواعد ومعاقل القوات الحكومية.

إعلان الرئيس الأمريكي في وقت سابق أن 31 أغسطس/آب سوف يكون تاريخ انتهاء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، تبعه البدء بتفكيك أكبر القواعد الجوية في أفغانستان باغرام، تاركة خلفها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، الانسحاب الذي يعكس مدى ثقة القوات الأمريكية بالقوات الأفغانية التي دربتها لعشرين عاماً، جاء خلسة بعد أن قطعت القوات الأمريكية الكهرباء، ولم يعلم الأفغان بالانسحاب إلا بعد ساعتين منه، وهو الوقت الكافي الذي احتاجته قوات يعتقد أنها تابعة لطالبان لسرقة ما خلفته القوات الأمريكية من معدات وذخائر.

الانسحاب الذي بدأ كان ثمرة الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأمريكي السابق ترامب مع طالبان، ولم يتنصل منه الرئيس بايدن، والذي نص على انسحاب أمريكي من أفغانستان خلال 14 شهراً، وأن يتبادلوا السجناء، ويعملوا على إعادة بناء الثقة بين الطرفين.

يقول الباحثىفي الشؤون الايرانية خالد الحج انه "مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، تحولت القوات التركية فيها والتي تقدر بحوالي 500 فرد إلى أكبر القوات الدولية المتواجدة، وللولايات المتحدة الأمريكية حاجة كبيرة للإبقاء على هذه القوات، أهمها تأمين مطار كابول، وللأتراك رزمة من الأسباب التي تدفعهم إلى البقاء ولعب دور رئيسي في أفغانستان، فهي أولاً تبحث عن نافذة للإطلال ولعب أدوار بشرق آسيا وآسيا الوسطى، في الوقت ذاته تعتبر تركيا أن الملف الأفغاني قد يصبح ورقة ضغط تساوم بها أمريكا على قبول الولايات المتحدة الأمريكية في حصول تركيا على سلاح الدفاع الروسي S400، يلعب البعد الديني السني دوراً إيجابياً للأتراك مع طالبان، إضافة إلى أن الأتراك وخلال سنوات وجودهم في أفغانستان عملوا على إبقاء تواجدهم دون دور قتالي، بل حصر وجودهم بتقديم المساعدات والتدريبات وغيرها من الأمور التي لم تجعلهم على خصومة مع طالبان، إلا أن بعض الأمور السلبية التي تلعب ضدهم، وهي أن طالبان ترفض حتى اليوم وجود ممثل للقوة الدولية في أفغانستان حتى ولو تركيا، فيما يلعب البعد الجغرافي والثقافي بين الأفغان وتركيا دوراً سلبياً، فبلاد الأفغان تاريخياً تقع بين ثلاث من القوة، هي باكستان، روسيا، إيران".

ويضيف "على الجانب الآخر، وفي خطوة مفاجئة، استقبلت طهران طاولة حوار بين الحكومة الأفغانية وقوات طالبان، تطمح إيران مع عودة مقاتلي طالبان إلى السيطرة على المعابر الحدودية معها، وإلى لعب الدور الأبرز في أفغانستان لعدم تكرار تجربة أذربيجان، تربط بعض التقارير الصحفية الميدانية بين علاقة طهران بطالبان، إلا أنه إعلامياً وعلى الصعيد السياسي، كانت تعارض الوجود الأمريكي وتدعم الحكومة المركزية في كابول، عملياً من أهم الأمور الإيجابية لدور طهران هو البعد التاريخي للعلاقة بين الطرفين، إضافة إلى العلاقة مع أهم القبائل الأفغانية الشيعية هزارة، ومن الأمور التي من الممكن أن تلعب دوراً سلبياً لطهران هو البعد المذهبي وعودة فيلق الفاطميين إلى أفغانستان، وهو فيلق شيعي من مقاتلين أفغان، الذي لعب دوراً كبيراً في القتال داخل سوريا".

ويضيف "يبدو أن الصراع الإيراني-التركي اليوم على الساحة الأفغانية، في بدايته، وهو ينتظر مجموعة من التقاطعات الدولية لتعطي أياً من الطرفين أرجحية، حيث يمكن لطهران في حال إقناع الصينيين الباحثين عن أمجاد طريق الحرير في الدخول اقتصادياً إلى الساحة الأفغانية، في تثبيت نفوذ ونجاح لطهران، وفي دفع الأفغان الحانقين على الدور الأمريكي في بلادهم إلى صعود باص دول الممانعة، بالمقابل يرتبط الوجود التركي على مدى نجاح أنقرة في ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الدخول الإيراني إلى الساحة الافغانية هو ضغط إضافي على واشنطن للقبول بالشروط التركية، إلا أن صراع الطرفين يرتبط بتوجه الحاكمة على الأرض الفعلية، وهي قوات طالبان".

اضف تعليق