الشرق الاوسط

هل يصمد حزب العدالة بعد اردوغان؟

يبدو أن أردوغان متعب جسدياً وذهنياً في الآونة الأخيرة، إلا أن هذه المسألة لا تحظى بتغطية مفصّلة في وسائل الإعلام المحلية. خ

سارع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الرد على تقرير نُشر في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية كشف عن تدهور حالته الصحية، من خلال نشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يمارس رياضة كرة السلة مع المتحدّث باسمه، إبراهيم كالن، ورئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة فخر الدين آلتون ووزير الرياضة والشباب محمد قصاب أوغلو ووزير الثقافة والسياحة محمد نوري آرصوي.

وبحسب "العربية.نت"، قال آيكان إردمير النائب السابق في البرلمان التركي إن "أردوغان ومساعديه ينزعجون بشكل متزايد من الأخبار المتعلقة بتدهور صحته، ولذلك هرعوا جميعاً إلى تصوير مقطع فيديو دعائي يتظاهر فيه الرئيس بممارسة رياضة كرة السلة بشكلٍ تنافسي مع مسؤولي حزبه. لكن هذا الأمر لن يساهم في دعم أردوغان أو استعادته للناخبين الذين قرروا أن لا يصوتوا لصالح تحالفه الحاكم في الانتخابات المقبلة، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد".

وأضاف إردمير في حديث لـ"العربية.نت": "يبدو أن أردوغان متعب جسدياً وذهنياً في الآونة الأخيرة، إلا أن هذه المسألة لا تحظى بتغطية مفصّلة في وسائل الإعلام المحلية نتيجة وجود رقابة شديدة على الصحافيين المقيمين في تركيا والذين يخشون أن يتمّ احتجازهم من قبل السلطات ووصفهم بالإرهابيين كما حصل مع العشرات من زملائهم سابقاً".

وتابع إردمير، الذي يشغل أيضاً منصب كبير الباحثين ضمن "برنامج تركيا" في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيا" FDD: "في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على أن الرئيس التركي يروج لأي شخص ليكون خليفة له، خاصةً أن أبناءه الأربعة لا يتمتعون برأسمالٍ سياسي، وصهره بيرات البيرق الذي استقال من منصبه الوزاري العام الماضي لا يحظى بشعبية كبيرة. وبالتالي بعد تدهور صحة أردوغان، من المرجح أن تكون المنافسة على القيادة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم شرسة".

وقال الباحث التركي أيضاً: "في حال نجحت كتلة المعارضة في الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2023 كما تتوقع استطلاعات الرأي حالياً، فقد لا تكون قضية خلافة أردوغان ذات أهمية في حال وفاته، لاسيما أن حزب العدالة والتنمية يعتمد في هذه الأيام على كاريزما أردوغان وشعبيته فقط. ولهذا من المرجح أن يختفي حزب العدالة والتنمية من السياسة التركية، كما حصل تماماً مع حزب "الوطن الأم"، والذي اختفى كلياً بعد وفاة الرئيس الراحل تورغوت أوزال، الذي كان ينتمي إليه".

وكانت مجلة "فورين بوليسي" قد كشفت في تقريرٍ قبل يومين عن تدهور صحة الرئيس التركي، لكنها لم تنشر أي تقارير طبية تؤكد ذلك، وإنما استندت على مقاطع فيديو بدا فيها أردوغان يعاني من مشكلات صحية، تتعلق بحركته وتركيزه ونطقه خلال مشاركته في مناسباتٍ عامة، وفقًا لـ "العربية.نت".

وكان أردوغان قد ظهر في مقطع فيديو قبل أشهر بدا فيه كما لو أنه كان في حاجة إلى مساعدة زوجته خلال محاولته نزول أحد الأدراج. وظهر أردوغان في الفيديو وكأنه غير قادر على القيام بخطوات كما لم يكن متزناً بشكلٍ كافٍ، ما أجبره للاستناد على أحد معاونيه، بينما كانت زوجته تسمك يده الأخرى لمساعدته على النزول.

اضف تعليق