في يوم الإعلان عن توزيع البعثات، حبست فاطمة أنفاسها، لم تكن تتوقّع أن ينالها الظلم الذي نال مئات الطلاب على مدى 5 أعوام، منذ انطلاق ثورة 14 فبراير. عبثا كانت تأمل أن يكون تفوّقها الصارخ شفيعا، يحصّنها من الاضطّهاد. لم تتوقّع أن تجرأ السلطة على الاقتراب منها، ومسّها بهذا الظلم.
وزارة التربية في البحرين رأت أن حق فاطمة لا يتعدّى منحة دراسية، مبلغ مالي قدره 400 دينار (1060 دولار) يقدّم لها سنويا لتغطية تكاليف الدراسة، التي تبلغ في أقل تقدير 8000 دينار (21164 دولار) سنويا.
في المقابل، أعطى النظام إحدى الطالبات البحرانيات، التي لا يتجاوز معدّلها الدراسي 90%، بعثة فاطمة.
أما وزارة التربية، التي راجعتها فاطمة يائسة، من أجل التقديم مجدّدا لجامعة الخليج، ولو على حسابها الخاص، فرفضت رفضا قاطعا حتّى أن تستلم أوراقها للمتابعة!
ورغم أن جامعة الخليج، في ردّها على والد فاطمة، أكّدت له أن هناك 40 مقعدا قدّمتها الجامعة للبحرين، إلا أن وزارة التربية لم تعلن إلا عن 25 مقعدا فقط، في خطة البعثات!
فاطمة محاصرة، أينما ولّت. ذهب والدها إلى سفارة اليابان، فأكّدوا له أنهم قدّموا بعثات لدراسة الطب إلى حكومة البحرين، لكن القبول في هذه البعثات، صار أيضا (ومؤخّرا فقط) عن طريق الوزارة! وبحسب ما تبيّن، فقد طارت هذه البعثات أيضا، إلى حيث ما لا تعلم!
والد فاطمة، الذي يكاد قلبه يتفطّر على ابنته، قصد جامعات خليجية. قالوا له مثل ما قال غيرهم "ليس لدينا مانع من قبول ابنتك لكننا ملزمون بموافقة وزارة التربية والتعليم في البحرين"!
كانت فاطمة تحلم في أن تتخصص في طب الأورام وتقول "بدأت أقرأ عن أخلاقيات الطبيب والجهد الذي يبذله منذ أن كنت في الصف الثالث إعدادي، كما كنت أحاول التزود بالمعلومات الطبية أكثر فأكثر، لا أجد نفسي إلا في هذا التخصص، وقد بذلت جهودا كبيرة جدا حتى أحافظ على معدلي الدراسي".
عاشت فاطمة ظروفا صعبة للغاية في السنتين الأخيرتين، بسبب مرض والدها وسفره إلى العلاج خارج البحرين برفقة والدتها، أثّر ذلك على نفسيتها وعلاماتها، لكنها قهرت الظروف القاسية، وتخرّجت مع مرتبة الشرف.
المصدر/ مرآة البحرين.
اضف تعليق