انتشرت عبر هواتفهم صور ومقاطع فيديو لـ7 حافلات لنقل المحتجزين، جهزتها الشرطة جنوبي الحرم الجامعي، بعد مرور 18 ساعة على بدء اعتصام طلبة محتجين مؤيدين للفلسطينيين في أحد مباني جامعة كولومبيا.

ومن خلال السور، كان يمكن رؤية أفراد من شرطة نيويورك يقفون خارج بوابات مبنى الجامعة في مانهاتن، فضلا عن طائرات مسيرة لمراقبة الوضع من السماء.

ولم ينجح آخر اجتماع عقده مسؤولو الجامعة للتفاوض مع الطلبة عبر تطبيق "زوم"، الثلاثاء، بعد أن اعتصم الطلاب في مخيم احتجاج داخل الحرم لأسبوعين رفضا للروابط المالية للجامعة بالحرب الإسرائيلية في غزة.

وفي غضون ساعات، ألقت الشرطة القبض على العشرات بتهمتي السطو والتعدي على الممتلكات، من بينهم 30 طالبا على الأقل و6 خريجين وموظفين بالجامعة.

ثم أخلت الشرطة الخيام، مما أدى إلى خروج العشرات من المظاهرات المماثلة في جامعات بأنحاء العالم.

واستند التقرير عن ليلة اقتحام الشرطة لحرم الجامعة المرموقة، إلى مقابلات مع المحتجين من الطلبة والأساتذة وعدد من المارة وشهود من "رويترز".

وقبل ساعات من دخول الشرطة، ظهر المحتجون الذين اعتصموا في مبنى هاملتون على شرفة الطابق الثاني المطل على الأبواب الأمامية المحصنة، وكان معظمهم يرتدون قمصانا تحمل شعار جامعة كولومبيا ويضعون كمامات سوداء.

وكان المطلب الأساسي للطلاب هو أن تسحب الجامعة استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة والجيش الإسرائيليين.

وقالت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق، إن الإدارة لن "تسحب الاستثمارات من إسرائيل"، لكنها ستضمن إجراء اللجنة الاستشارية لسحب الاستثمارات بالجامعة مراجعة عاجلة للمقترحات.

وأخبر مسؤولو الجامعة مفاوضين اثنين نيابة عن الطلاب أن العرض المضاد سيكون قائما إذا وافق الطلاب الباقون في مخيم الاحتجاج على الإخلاء فورا.

وفي الساعة 8:18 مساء بالتوقيت المحلي، تفاجأت حشود الطلاب برسائل عبر البريد الإلكتروني من إدارة الطوارئ بجامعة كولومبيا تحذرهم: "ابقوا في أماكنكم من أجل سلامتكم، عدم الامتثال قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية".

في الساعة 9:07 مساء، فتحت بوابات الجامعة الجنوبية ليدخل عشرات من أفراد الشرطة يضعون الخوذات ويحملون الدروع.

وقالت شيلا كورونيل الأستاذة في كلية الصحافة في كولومبيا، إن الشرطة كان تبدو وكأنها "جيش يشن غزوا".

كانت كورونيل هناك للإشراف على العشرات من الطلاب الصحفيين وتقديم الطعام لهم، في أثناء محاولاتهم لتغطية هذا الموقف الاستثنائي.

وأخذ متظاهرون يصيحون بعبارات ضد الشرطة منها "عار عليكم"، بينما كان يلوح أفراد الشرطة بالهراوات ويصرخون في الجميع للابتعاد عن أبواب مبنى هاملتون.

وفي غضون دقائق أخرجت الشرطة جميع من كان في المبنى، ولم تسمح بالبقاء سوى للطلبة الذين يقيمون في السكن الجامعي.

وصدرت أوامر لعدد قليل من الصحفيين المتبقين والطلبة وغيرهم بالخروج من البوابة الجنوبية.

ع.ع


اضف تعليق