في ظل تصاعد الغضب الشعبي في إسرائيل، تتزايد التساؤلات حول مستقبل رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن شهدت البلاد تظاهرات ضخمة احتجاجًا على تعامله مع أزمة الرهائن والحرب في غزة.
وتزايد الغضب الشعبي عقب تقارير تشير إلى إعدام حركة حماس لرهائن، وهي حادثة كان من الممكن تجنبها لو وافق نتنياهو على صفقة تبادل الأسرى، بحسب ما كتبه الدبلوماسي الإسرائيلي السابق آلون بنكاس في صحيفة "غارديان".
هذه التظاهرات، التي شارك فيها 350 ألف محتج في تل أبيب، تعكس مستوى عالٍ من الاستياء قد يكون بمثابة نقطة تحول سياسية لنتنياهو. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستستمر هذه التظاهرات وتتحول إلى حركة دائمة يمكن أن تطيح بنتنياهو من منصبه؟.
وعلى الرغم من أن نتنياهو طالما وصف نفسه بأنه "سيد الأمن" و"زعيم عالمي في مكافحة الإرهاب"، إلا أن الأحداث الأخيرة أظهرت ضعفًا في قدرته على قيادة البلاد خلال الأزمات، فبينما كان ينتقد سياسات جيشه وأجهزة استخباراته، تجنب تحمل المسؤولية عن الفشل في حماية المدنيين.
في الأشهر التي سبقت الحرب، كان نتنياهو يواجه احتجاجات واسعة ضد ما وُصف بـ"الانقلاب الدستوري المناهض للديمقراطية"، إلا أن هذه الاحتجاجات تراجعت عند بدء الحرب في غزة، حيث اعتقد الجمهور الإسرائيلي أن وقت الاحتجاج ليس مناسبًا في ظل الحرب.
ومع انضمام زعماء المعارضة إلى "حكومة حرب" لتقديم خبرتهم، بدا أن نتنياهو تمكن من البقاء في منصبه، ولكن بتكلفة سياسية كبيرة.
ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 70% من الإسرائيليين يريدون استقالته، فإن دهاءه السياسي وخبرته في المناورات ربما يبقيانه في السلطة لفترة أطول.
ومع ذلك، فإن الأزمة الحالية قد تكون مختلفة، فقد أدت سوء إدارة نتنياهو لأزمة الرهائن إلى فقدان جزء كبير من التأييد الشعبي، وقد يكون هذا الحدث هو الذي يفوق قدرة نتنياهو على المناورة، مما يضع مستقبله السياسي في موضع شك.
م.ال
اضف تعليق