تمكن علماء في أوروبا من تحديد نوع غير معروف من الفطريات التي تُحوِّل عناكب الكهوف إلى "زومبي".

يقوم الفطر بإغراء العناكب لمغادرة شباكها قبل قتلها، ومن ثمّ يستخدم العناكب الميتة لنشر جراثيمه.

ويتصرف هذا النوع المُكتشف حديثًا، الذي يُدعى "Gibellula attenboroughii"، بطريقة مماثلة لفطر نمل الـ"زومبي"، حيث يخدع فريسته لجعلها تنتقل إلى مكان أكثر ملاءمة لانتشار الفطر، وفقًا لدراسة نُشرت بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني في مجلة "Fungal Systematics and Evolution".

لكن لا تزال طريقة تأثير الفطر على دماغ العنكبوت بمثابة لغز، ولا تزال هناك العديد من الأسئلة حول المسار التطوري للفطر وتأثيره البيئي.

وقال عالِم الفطريات بمتحف التاريخ الطبيعي في الدنمارك، والأستاذ المساعد في جامعة كوبنهاغن، والمؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور جواو أراوجو: "نحن نعلم بشأن النمل، والدبابير، والقليل جدًا من الأمثلة الأخرى..الآن حدث هذا في عائلة مختلفة.. إنّه شيء مثير للاهتمام حقًا وغير شائع جدًا في عالم الطفيليات".

أفاد الباحثون أنّ هذا الاكتشاف يمهِّد الطريق لفرص بحثية جديدة لفهم الفطريات التي تتحكم بالحيوانات بشكلٍ أفضل، ويسلط الضوء على تنوع الفطريات التي لم تُكَشَف بعد.

يُعتَبَر النوع المكتشف حديثًا جزءًا من فرعٍ أكبر من الفطريات التي تصيب العناكب حصريًا، حيث قال الباحثون إنّهم غير متأكدين من الآليات الدقيقة التي يستخدمها الفطر.

لكن يَفترض الفريق أنّ الفطر يجذب العناكب للخروج من جحورها إلى مكان تكون فيه معرّضة لتيارات الهواء، ما يساعد على نشر الأبواغ (الجراثيم)، بحسب ما قال أراوجو، وهو زميل بحثي فخري بالحدائق النباتية الملكية في كيو بالمملكة المتحدة أيضًا.

ولم يحدِّد المؤلفون بعد المُركَّبات التي يطلقها فطر "G. attenboroughii" في دماغ المضيف، حيث تُوجد حاجة إلى القيام بالمزيد من الأبحاث لمعرفة التأثير البيئي للفطر.

وذكر الدكتور ماثيو نيلسن وهو عالِم الأحياء التطوري، وعالِم الأبحاث في متحف شيكاغو للتاريخ الطبيعي بأمريكا أنه تم توثيق حوالي 150 ألف نوع من الفطريات رسميًا، ولكن من المقدَّر أن هذا العدد لا يمثل سوى حوالي 5% من تنوع الفطريات الموجودة وغير المُكتَشَفة.

وأضاف نيلسن، الذي لم يكن جزءًا من الدراسة الجديدة، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "تلفت هذه الدراسة الانتباه إلى هذا التحدي، كما أنّها ستُلهم المجتمع للعمل على سد هذه الفجوة بشكلٍ أكبر".

كما لاحظ المؤلفون وجود طفيليات فطرية لوحظت وهي تأكل فطر عنكبوت الـ"زومبي"، ويدل ذلك على أنّ هذه العناكب عبارة عن مصادر غذائية مهمة للفطريات، والتي بدورها تدعم الفطريات الأخرى.

يخطّط أراوجو وفريقه للاستمرار في دراسة مجموعة الفطريات التي تصيب العناكب لفهم كيفية ارتباط هذه الأنواع، ومعرفة أصولها، وكيفية تطورها.

وقد يؤدي فهم هذه الفطريات بشكلٍ أكبر إلى استغلالها في حماية المحاصيل أو في مجال الطب البشري.

متابعات

 

 

س ع


اضف تعليق