قالت نتائج دراسة جديدة اعتمدت على بيانات مئات الآلاف من الأشخاص، إن أمراض القلب والمرارة متشابكة أكثر مما نعتقد، على الرغم من عدم وضوح السبب العلمي لهذا التأثير والتأثر. وسلطت نتائج الدراسة الضوء على مشاكل حصى المرارة، خاصة أنها شائعة في البلدان الغنية، حيث تصيب ما بين 10 و15 بالمائة من البالغين.
وعلى الرغم من صغر حجم حصى المرارة إلا أن وجوده على هذا العضو الهام الذي يقع أسفل الكبد، وزيادة حجمه مع الوقت دون حدوث أعراض تكشف وجوده يشكل خطراً في حد ذاته. وبمجرد أن يكبر الحصى يمكن أن يسد القنوات المرارية الموصولة بالكبد، وينتج عن ذلك ألم شديد بالبطن يُعرف باسم المغص المراري.
وقد نشر باحثون هذا الأسبوع في دورية تصلب الشرايين العلمية نتائج أبحاثهم عن الصلة بين أمراض القلب وأمراض المرارة؛ التي تعتبر من مشاكل الجهاز الهضمي، وهي زاوية ارتباط لم تطرقها الأبحاث العلمية إلا نادراً. وبينت نتائج تحليلاتهم أن الصلة بين أمراض الهضم والقلب أعمق وأخطر مما نعتقد.
من بين النتائج المثيرة التي كشفتها الدراسة، أن عوامل الخطر المسببة لأمراض المرارة والقلب متشابهة تماماً، وتتضمن السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وسوء التغذية وارتفاع الكولسترول.
لكن التشابه بين مشاكل المرارة والقلب لا يقتصر على ذلك، وفقاً لما توصل إليه الباحثون في جامعة تولان في نيوأورليانز. استعرض الباحثون بيانات 840 ألف شخص بينهم 50 ألف مريض بالقلب،وتبين أن أمراض المرارة تزيد خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة 23 بالمائة.
واستناداً إلى تحليل آخر للبيانات الصحية لـ 260 ألف شخص توصل الباحثون إلى أن أمراض القلب شائعة بين المصابين بأمراض المرارة، بسبب تشابه عوامل الخطر بين النوعين، كما هو مشار إليه أعلاه.
المثير للاهتمام في نتائج التحليل الثاني أن المرضى بحصى المرارة الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة، لم تتغير لديهم نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب، على الرغم من أنهم لم يعانوا من السمنة أو ضغط الدم أو السكري، لكن تشابهت نسبة الخطر لديهم مع مرضى السكري!
بصيغة أخرى، تسبب أمراض المرارة عوامل خطر كافية لتهديد صحة القلب، حتى لو لم تكن هناك عوامل أخرى معروف ارتباطها بأمراض القلب، مثل ارتفاع الضغط والسكري والسمنة.
وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تكشف عن عوامل خطر تسبب أمراض القلب غير العوامل التقليدية المعروفة.انتهى/س
اضف تعليق