حذر علماء من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من أن ارتفاع منسوب المحيطات مترا واحدا على الأقل بسبب ارتفاع حرارة الأرض، يبدو حتميا في الأعوام المئة إلى المئتين المقبلة، وهو ما قد يصيب مدنا مثل طوكيو وسنغافورة بأضرار بالغة.
اذ تذوب الثلوج في "غريندلاند" وفي القطب الجنوبي بوتيرة مرتفعة لم يسبق لها مثيل، لكن العلماء غير قادرين بعد على تحديد موعد دقيق لذوبان أكبر المساحات الجليدية في القطبين.
من جهته قال "ستيف نيريم" الباحث في جامعة كولورادو والمشرف على الفريق البحثي التابع لوكالة ناسا "على ضوء ما نعرفه اليوم حول تمدد المحيطات بسبب الاحترار، وحول ذوبان الجليد الذي يزود البحار بمزيد من المياه، بات أكيدا لنا أن منسوب المحيطات سيرتفع مترا على الأقل".
لكنه أوضح أن موعد ذلك غير محدد بدقة بعد، فقد يكون في خلال القرن المقبل أو الذي يليه. بحسب فرانس 24.
بدوره شرح "ميكايل فريليش" مدير وحدة علوم الأرض في وكالة "ناسا" في واشنطن أخطار ذلك، وقال "يعيش أكثر من 150 مليون شخص معظمهم في آسيا في مناطق ترتفع أقل من متر واحد عن سطح البحر". وأضاف "أما في الولايات المتحدة، فإن ارتفاع منسوب البحار سيغير من معالم سواحلنا ولا سيما في ولايات مثل فلوريدا".
وذكر الباحث أصلا بالأضرار التي وقعت حتى الآن بسبب الفيضانات في بعض شوارع ميامي، وهي أمور لم تكن تقع من قبل, وأضاف "بعض جزر المحيط الهادئ قد تختفي تماما، أما مدن مثل دكا في بنغلادش وسنغافورة وطوكيو فقد تصاب بأضرار كبيرة".
وكانت التقديرات الأخيرة لفريق دولي من العلماء تحدثت عن ارتفاع في منسوب البحار بما بين 30 سنتيمترا و39، بحلول نهاية القرن الحالي. لكن المعطيات الأخيرة التي جمعتها الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة "ناسا" بينت أن نطاق الظاهرة قد يفوق التوقعات.
ويعكف العلماء بشكل خاص على مراقبة المساحات الجليدية في "غرينلاند" التي فقدت خلال العقد الماضي 303 مليارات طن سنويا.
أما في القطب الجنوبي فإن ذوبان الثلوج يقدر بمئة و18 مليار طن سنويا.
ومنذ البدء بالمراقبة الدقيقة بواسطة الأقمار الاصطناعية في 1992، ارتفع منسوب المحيطات 7,6 سنتيمترات في المعدل، لكن في بعض المناطق وصل الارتفاع إلى 23 سنتيمترا.
في ذات السياق قال "جوش ويلي" عالم المحيطات في وكالة ناسا "الشيء الذي تعلمناه هو أن الغطاء الجليدي يذوب أسرع بكثير مما كنا نعتقد". وأضاف "في السنوات العشرين المقبلة، قد نرى ربما ارتفاعا في منسوب المحيطات أسرع من المعدل، وعلينا أن نكون جاهزين لذلك".
وأبدى "إريك ريغنوت" الباحث في جامعة كاليفورنيا قلقه البالغ إزاء هذه الظاهرة، وقال "حرارة الكوكب ترتفع، فتزداد وتيرة ذوبان الجليد (...) أنا شخصيا قلق كثيرا إزاء المعطيات التي جمعت في السنوات الماضية".
وأيده "توم فاغنر" المتخصص في دراسة الغطاء الجليدي في وكالة "ناسا" قائلا "لقد رأينا من خلال دراسة التغيرات المناخية التي شهدتها الأرض منذ نشأتها أن ارتفاع مياه البحار ثلاثة أمتار في قرن أو قرنين أمر ممكن الحدوث".
اضف تعليق