تعتزم شركة فيس بوك إطلاق خدمتها التلفزيونية المرتقبة في منتصف شهر آب/أغسطس المقبل، وذلك بعد عدة بدايات زائفة، وفق ما أفادت وكالة بلومبرج الإخبارية نقلًا عن مصادر مطلعة.
ونقلت بلومبرج أمس الأربعاء عن مصادرها، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن فيس بوك طلبت من شركائها تقديم الحلقات الأولى من عروضهم. وأضافت أن بعضهم قاموا بالفعل بإنهاء عروض قصيرة غير مكلفة. كما قامت الشركة بتمويل عروض أخرى مكلفة على نمط العروض التلفزيونية سوف تُذاع على موقعها في وقت لاحق.
ووفقًا لمصادر الوكالة، فإن فيس بوك، التي أعلنت أمس أيضًا عن نتائجها المالية للربع الثاني من العام الحالي، كانت تتوقع في الأصل أن يكون مشروعها جاهزًا قبل شهر من الآن، ولكن الأمر استغرق أطول مما هو متوقع، ثم إن مزيدًا من التأخير قد يحدث.
يُذكر أن العروض التلفزيونية سوف تُعرض عبر شبكتها الاجتماعية ضمن قسم منفصل عن صفحة “آخر الأخبار”، ويُتوقع أن تسهم هذه الخدمة في أن تجذب فيس بوك 70 مليار دولار أمريكي من عائدات سوق الإعلان التلفزيوني.
وقالت بلومبرج إن قسم الفيديو الجديد سوف يوفر لأكثر من ملياري مستخدم لموقع التواصل الاجتماعي خليطًا من المحتوى محدد السيناريو أو الذي يُعده مستخدمون، وتسعى فيس بوك من خلاله إلى تقديم خدمة تتفوق على يوتيوب، ولكنه لن ينافس خدمات الفيديو حسب الطلب، مثل نتفليكس، وشو تايم وإتش بي أو.
يُشار إلى أن الحديث عن مساعي فيس بوك إطلاق خدمة فيديو خاصة بها بدأ في شهر أيار/مايو الماضي، حينما أفادت وكالة رويترز بأن الشركة وقعت صفقات مع عدد من شركات صناعة الأخبار والترفيه لصناعة عروض خاصة بخدمة فيديو قادمة، والتي سوف تحتوي على فيديوهات طويلة وأخرى قصيرة مع فواصل إعلانية.
ونقلت رويترز وقتئذ عن مصادرها أن فيس بوك تخطط لإطلاق نمطين من فيديوهات الترفيه: بحيث يضم الأول مقاطع طويلة مع سيناريو محدد تستمر بين 20 و 30 دقيقة، وستكون ملكًا لها، أما النمط الآخر فسوف يتضمن مقاطع أقصر تستمر بين 5 و 10 دقائق وتأتي مع سيناريو أو بدون، ولن تكون ملكًا للشركة.
وتُعدّ هذه الخطوة من فيس بوك في الحصول وترخيص المحتوى، الأحدث في حملتها لجذب المزيد من دولارات المعلنين، الأمر الذي سوف يضعها في منافسة مباشرة مع خدمة “يوتيوب رد” Youtube Red من ألفابت وميزة “استكشف” Discover من سناب شات، إضافة إلى شبكات التلفزيون التقليدية.
كما يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها وفاء بالوعد من قبل الرئيس التنفيذي لفيس بوك، مارك زوكربيرج، الذي صرح للمستثمرين في شهر أيار/مايو الماضي، بأن الشركة تتطلع إلى ما تسميه “المحتوى الرئيسي” الذي سوف يجذب انتباه الناس إلى تبويب الفيديو على تطبيق فيس بوك.
وذكرت رويترز أن فيس بوك سوف تدفع ما يصل إلى 250,000 دولار أمريكي للعروض الأطول والتي سوف تصبح ملكًا لها، وذلك على غرار استراتيجية طبقتها بنجاح كل من شركتي نتفليكس وأمازون اللتين تمتلكان حاليًا بعض المحتوى الذي تبيعانه للمشتركين.
أما بالنسبة للنمط الثاني من الفيديوهات الأقصر، ، فقد قالت مصادر رويترز إن فيس بوك سوف تدفع بين 10,000 و 35,000 دولار أمريكي لكل عرض، بحيث تُعطي لصناع المحتوى ما نسبته 55% من عائدات الإعلانات. وسوف تُعرض الإعلانات على كل من العروض الطويلة والقصيرة.
وكانت فيس بوك قد قالت في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي إنها سوف تشتري محتوى أصلي لخدمة الفيديو خاصتها، وفي وقت سابق من العام الحالي استأجرت المسؤولة السابقة في قناة “إم تي في” MTV، مينا لفيفر، لقيادة هذه المساعي.
وتوفر فيس بوك حاليًا خدمة الفيديو المباشر من عدد من شركات الأخبار، بالإضافة إلى مستخدمي شبكتها الاجتماعية. وقد بدأت اختبار الأمر مع الفيديوهات الرياضية المباشرة خلال الأشهر القليلة الماضية.
يُشار إلى أن فيس بوك تركز على العمل مع شركات الأخبار والترفيه التي تحظى بمتابعة واسعة من قبل جيل الألفية على فيس بوك، مثل Vox، و BuzzFeed و ATTN و NowThis و The Dodo، والتي تعمل جميعها على مقاطع فيديو قصيرة لخدمة فيس بوك الجديدة.
هذا، وقد أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي أن فيس بوك تجري محادثات مع استوديوهات هوليوود بشأن إنتاج برامج فيديو ذات سيناريو مكتوب بجودة تلفزيونية بهدف إطلاق برامج أصلية على شبكتها الاجتماعية بحلول نهاية الصيف.
وأشارت عملاقة التواصل الاجتماعي إلى أن أنها مستعدة للالتزام بميزانيات إنتاج تصل إلى 3 ملايين دولار لكل حلقة، وذلك في اجتماعات مع وكالات مواهب هوليوود، وفقا لما ذكرته الصحيفة، نقلًا عن أشخاص مطلعين على هذه المسألة.انتهى/س
اضف تعليق