أفاد موقع “بزنس إنسايدر” Business Insider، اليوم الخميس، بأن شركة فيس بوك أوكلت إلى أحد موظفيها الإداريين المخضرمين مهمة قيادة كافة جهودها في مجال صناعة العتاد، بما في ذلك قسم “المبنى 8” Building 8 الغامض والمسؤول عن تطوير جهاز الدردشة المرئية القادم من الشركة.
وقال الموقع الإخباري إن متحدثًا باسم فيس بوك أكد له أن أندرو “بوز” بوسورث سوف يُشرف على كل من “المبنى 8” وشركة أوكولوس، ذراع الواقع الافتراضي لفيس بوك. وقد تم الإعلان عن تعيين أندرو في تلك المناصب حديثًا من قبل رئيس التنقية التنفيذي في الشركة، مايك شروبفر.
وقال المتحدث فى بيان “إننا متحمسون لاستثماراتنا طويلة الأمد فى الواقع الافتراضي والواقع المعزز والأجهزة الاستهلاكية”. وأضاف: “نحن نعتقد أن لهذه التقنيات الجديدة القدرة على جعل العالم أقرب إلى بعضه البعض بطرق جديدة تمامًا، وقد قمنا ببناء فرق كبيرة مع قيادة قوية في كل من هذه المجالات. وسوف يساعد جمع هذه الفرق معًا على التحرك على نحو أسرع ونحن نواصل الاستثمار في خارطة طريقنا العَشْريّة”.
وقد شغل بوسورث منصب نائب الرئيس لفيس بوك لإعلانات ومنصة الأعمال لسنوات، وكان نافعًا في جهود الشركة الأولى في خلق صفحة آخر الأخبار وتطبيق التراسل مسنجر. وهو يعمل لدى فيس بوك منذ أكثر من 10 سنوات، وهو مقرّب من الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج. أما عن مسؤوليات بوسورث السابقة، فسوف يحل محله رئيس هندسة الإعلانات لدى الشركة، مارك رابكين، وهو أيضًا أحد موظفي فيس بوك المخضرمين.
ويُعتقد أن تعيين بوسورث يعكس التحديات التي تواجهها فيس بوك في مجال الأجهزة الاستهلاكية في ظل خوضها سباق مواكبة منافسيها، مثل آبل وجوجل ومايكروسوفت. وقد أنفقت فيس بوك مبالغ ضخمة من المال للاستحواذ على المواهب والتقنية، ولكن الجهد متعدد الجوانب يفتقر إلى التركيز المركزي الذي تأمل الشركة الآن في تحقيقه من خلال توحيد فرق الأجهزة المختلفة تحت إدارة بوسورث.
وذكر موقع “بزنس إنسايدر” أن بوسورث سيعمل أيضًا كزعيم أعمال مخضرم لتوجيه فريق “المبنى8” الذي عانى من موجة من مغادرة الموظفين الرئيسيين في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك فقدان رئيس العمليات ريتشارد وولدريدج، ورئيس تجربة المستهلك دونالد هيكس، ورئيس إدارة المنتجات أوليفييه بارثولوت، وفقًا لأشخاص مطلعين على هذه المسألة.
وأورد الموقع في تقريره أنه في حين أن “المبنى 8” كشف سابقًا أن عمله سينصب على تقنيات مستقبلية مذهلة، مثل القدرة على قراءة الأفكار وأجهزة الاستشعار التي “تتحسس” اللغة من خلال الجلد البشر، فإن أول منتجاته من الأجهزة الاستهلاكية سيكون جهاز دردشة مرئية على غرار “إيكو شو” Echo Show الذي أعلنت عنه شركة أمازون حديثًا.
ونقل “بزنس إنسايدر” عن ثلاثة أشخاص قال إنهم مطلعون على المشروع أن الجهاز، الذي يطلق عليه اسم “ألوها”، سيضم شاشة تعمل باللمس كبيرة جنبًا إلى جنب مع كاميرا ومكبرات الصوت، وسيكون قادرًا على التعرف على وجوه الأشخاص لمّا يظهرون قبالته.
وقد تم في الأشهر الأخيرة اختبار نماذج من “ألوها” في منازل موظفين من الشركة، والخطة الحالية تقضي بإطلاق الجهاز في شهر أيار/مايو 2018. وتدرس فيس بوك حاليًا بيع الجهاز بسعر 499 دولارًا أمريكيًا ولكنها لم تقرر بعد السعر النهائي، وفقًا لأحد الأشخاص المطلع على هذه المسألة. كما قال الموقع أن تاريخ الإصدار المقرر يمكن أن يتغير.
وأشار “بزنس إنسايدر”، نقلًا عن عدة أشخاص مطلعين على المسألة، إلى أن عقبة واحدة قد واجهت “المبنى 8” في جهوده بناء أول منتج الاستهلاكي، وهي عدم ثقة المستهلك بفيس بوك فيما يتعلق بحماية خصوصية المستخدم. ووفقًا لأحد مصادر الموقع، فقد أجرت الشركة دراسات تسويقية لمشروع “ألوها”، ولكن النتيجة كانت مقلقة جدًا لفيس بوك، إذ وجدت أن هناك اعتقادًا سائدًا بأن الشركة سوف تستخدم الجهاز للتجسس على المستخدمين.
ولتهدئة المخاوف بشأن الخصوصية، درست فيس بوك طرقًا مبتكرةً لتسويق “ألوها”، بما في ذلك الترويج له على أنه جهاز يسمح للمسنين بالتواصل بسهولة مع أسرهم. كما درس موظفو “المبنى 8” إنشاء أسماء تجارية جديدة بجانب فيس بوك لبيع أجهزتهم تحتها.
وذكر “بزنس إنسايدر” عن مصادره أن العمل على “ألوها”، الذي بدأ الحديث عنه في وقت سابق من العام الحالي، بدأ بعد أن شهد المديرون التنفيذيون في فيس بوك النجاح الهائل لجهاز المساعدة المنزلية من أمازون، إيكو، والآن يُنظر إلى “إيكو شو” داخليًا على أن المنافس الرئيسي لـ “ألوها”.
وإلى جانب مشروع “ألوها”، نقل الموقع عن مصادره أن “المبنى 8” يعمل أيضًا على مكبر صوت ذكي بدون شاشة على غرار أمازون إيكو، كما يعمل على كاميرا للتصوير بزاوية 360 درجة، ويدرس تطوير أجهزة قابلة للارتداء مثل النظارات الذكية وقلادة مزودة بحساسات. تم الإبلاغ عن بعض التفاصيل حول مشروع الوها لأول مرة من قبل ديجيتيمس وبلومبرج.
ومع خبرة محدودة في بيع الأجهزة الاستهلاكية حتى الآن، يُعتقد أن فيس بوك ستجد صعوبة في منافسة شركات مخضرمة في هذا المجال، مثل آبل وجوجل، وهو سوق تحدده هوامش الربح القليلة والخدمات اللوجستية المعقدة. وقد أثبتت مبيعات نظارة الواقع الافتراضي “أوكولوس ريفت” ضعف فيس بوك، إذ إنها لا تزال متأخرة عن المنافسين، مثل “بلاي ستيشن في آر” من سوني و “فايف” من إتش تي سي، و “جير في آر” من سامسونج.انتهى/س
اضف تعليق