يعتبر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط حالة سلوكية عصبية، والتي تنطوي على نوبات منتظمة من السلوك الاندفاعي، وفرط النشاط، أو صعوبات الحفاظ على الانتباه، وفي بعض الحالات، مزيج من كل ما سبق.
وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، جرى تشخيص حوالي 10.2% من الأطفال في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 17 سنة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) في عام 2014.
وتقول الكاتبة ماريان دي بيترو في تقريرها بموقع "ميديكال نيوز توداي" رغم أن هذا الاضطراب مرتبط بالأطفال، يوجد بالغين لديهم أيضًا نقص الانتباه وفرط النشاط، فوفقًا لجمعية اضطرابات نقص الانتباه (ADDA)، فإن حوالي ثلثي الأطفال في الولايات المتحدة الذين لديهم اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه لا يتخلصون من الاضطراب ويواجهون تحديات في سن البلوغ.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأطفال من أعراض خفيفة من الاضطراب فلا يتم تشخيص الاضطراب حتى سن البلوغ. وفي هذه المرحلة، قد تؤدي المطالب التنافسية بحياة البالغين إلى إرباك قدرة الشخص على التعويض الذي كان يمكن أن يحدث في مرحلة الطفولة.
وأضاف التقرير، الباحثون ليسوا واضحين تمامًا في أسباب إصابة بعض الأطفال باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه. وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (APA)، فإن تاريخ العائلة من الاضطراب، والولادة المبكرة، والتعرض للنيكوتين والكحول قبل الولادة قد يزيد من خطر إصابة الطفل باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
ما هي أنواع نقص الانتباه وفرط النشاط؟
وفقا لمركز السيطرة على الأمراض، هناك ثلاثة أنواع رئيسية من نقص الانتباه وفرط النشاط، والتي تعتمد على الخصائص والأعراض الرئيسية للشخص.
من المفيد أن نفهم إمكانية حدوث تداخل بين كل نوع.
الأنواع الرئيسية الثلاثة من نقص الانتباه وفرط النشاط هي:
1- نوع يغلب عليه قلة الانتباه
2- نوع يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع
3- نوع يجتمع فيه النشاط الحركي الزائد والاندفاع مع نقص الانتباه
وتابع التقرير، مع أن كل شخص مصاب باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه يظهر بشكل مختلف، فهناك بعض العلامات والأعراض الشائعة المرتبطة بالأنواع الثلاثة. غالبًا ما يصرف انتباه الأطفال والبالغين الذين يعانون من النوع الأول بسهولة ويواجهون صعوبة في إكمال المهام وإتباع الإرشادات. ويمكنهم أيضًا معالجة المعلومات ببطء.
العلامات والأعراض الرئيسية الأخرى تشمل:
1-النوع الذي يغلب عليه قلة الانتباه
صعوبة الحفاظ على الانتباه
مشاكل في الإنصات
تكرار التشتت وعدم القدرة على متابعة المهام
الشعور بالملل بسرعة
النسيان
فقدان الأشياء اللازمة لإكمال المهام
نسيان التفاصيل وربما ارتكاب أخطاء طائشة
الإحجام عن إكمال العمل الذي يتطلب مجهودًا عقليًا، مثل الواجب المنزلي
مشاكل بتنظيم الأنشطة
2- النوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع
الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم نشاط مفرط وقد يفعلون أشياء دون التفكير في العواقب، وقد يواجهون أيضًا صعوبات في التركيز والاهتمام.
العلامات والأعراض الرئيسية الأخرى تشمل:
صعوبة في البقاء جالسًا عند الحاجة للقيام بذلك، كما هو الحال في المدرسة
مقاطعة الكلام في كثير من الأحيان
لا يهدأ: الأطفال الأصغر سنا قد يركضون بشكل غير لائق
يتنقلون دائمًا
نفاذ الصبر
الحديث المستمر
التململ بعصبية أو التلوي في أحيان كثيرة
صعوبة الالتزام بالدور
عدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الهادئة
الأطفال الذين يعانون من هذا النوع من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه قد يواجهون صعوبة في الفصل الدراسي بسبب الطبيعة الاندفاعية وعدم قدرتها على الجلوس ساكنًا.
3- النوع الذي يجتمع فيه النشاط الحركي الزائد والاندفاع مع نقص الانتباه
وأوضح التقرير أن الأفراد الذين لديهم مزيج نقص الانتباه وفرط النشاط لهم خصائص متساوية لكل من نقص الانتباه وفرط النشاط.
مع أن معظم الناس، وخاصة الأطفال، قد يكون لديهم بعض الاندفاعية ومشاكل في الاستمرار بالتركيز والانتباه، إلا أن هذه الأمور تكون أكثر تكرارًا لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه. تحدث الأعراض في كثير من الأحيان وتتداخل مع قدرة الشخص على العمل بشكل صحيح في المدرسة أو العمل أو حتى اجتماعيًا.
كيف يتم التشخيص؟
يشخص أخصائي نقص الانتباه وفرط النشاط اعتمادًا على معايير محددة تتغير بناءً على عمر الشخص، وينصح التقرير بزيارة الطبيب إذا اعتقد أي شخص أن لديهم أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو لديه طفل يعتقد أنه مصاب باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه. فالتشخيص الدقيق يسمح ببدء العلاج المناسب.
لتشخيص اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، يجب على الشخص إظهار نمط منتظم لسلوك فرط النشاط أو نقص الانتباه خلال الأداء. لا يوجد اختبار محدد لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، ولكن جرى وضع معايير محددة لتشخيص الحالة.
من المهم أن يقوم أخصائي \، مثل طبيب نفسي أو طبيب أطفال، بإجراء أي تشخيص لاضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، ليصدر الطبيب حكمًا استنادًا على الإرشادات الموضحة في الإصدار الجديد من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).
أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط يمكن أن تكون مشابهة لظروف أخرى، مثل القلق والاكتئاب. لذا، من المهم أن يستبعد الطبيب الأسباب الأخرى.
بالنسبة لطفل أو مراهق يبلغ من العمر (16 عامًا أو أقل) يجب أن يكون لديه على الأقل ستة من الأعراض التسعة الرئيسية حتى يتم تشخيص إصابته بأي نوع من أنواع نقص الانتباه وفرط النشاط، ويجب أن يكون لدى المراهقين بعمر 17 سنة وما فوق، وكذلك البالغين، خمسة أعراض أو أكثر، من التي كانت موجودة قبل سن 12 سنة.
يجب أن تكون الأعراض موجودة لمدة 6 أشهر على الأقل وتكون غير مناسبة لمستوى نمو الطفل، كما يجب أن ينظر الأطباء ما إذا كانت الأعراض موجودة في بيئتين أو أكثر، مثل المنزل والمدرسة، وما إذا كانت تتعارض مع الأداء الطبيعي.
كيف يمكن علاج نقص الانتباه وفرط النشاط؟
واستطرد التقرير، رغم عدم وجود علاج لأي نوع من نقص الانتباه وفرط النشاط، يمكن أن يساعد العلاج في تقليل الأعراض ومساعدة الأطفال والبالغين على حد سواء في التعامل بشكل فعال مع هذه الحالة.
قد يختلف علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه بناءً على عدة عوامل مختلفة، مثل شدة الأعراض، وعمر الشخص، ونوع اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه لديهم.
ويمكن أن تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج الأطفال المصابين بجميع أنواع اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه تصنيفات مختلفة من الأدوية. على سبيل المثال، ينصح في بعض الأحيان بتناول المنشطات، ويعتقد العديد من الناس أن استخدام المنشطات من شأنه أن يزيد المشكلة سوءًا، ولكن عند الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، يكون للأدوية تأثير معاكس وقد تكون مهدئة.
ويمكن استخدام الأدوية غير المنبهة (Nonstimulant)، ولكنها قد لا تكون فعالة، في بعض الحالات، يمكن وصف مضادات الاكتئاب أيضًا لتقليل أعراض اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
ولفت التقرير إلى إمكانية حدوث آثار جانبية لأدوية نقص الانتباه وفرط النشاط. وتوصي الجمعية الأمريكية لعلم النفس استخدام العلاج السلوكي كخط العلاج الأول قبل النظر في الأدوية، وخاصة في الأطفال دون سن 6 سنوات.
رغم وجود اختلافات في العلاج، إلا أن العلاجات النموذجية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط تشمل العلاج السلوكي وأدوية تحسين التركيز.
العلاج السلوكي مفيد جدا للآباء لأنه يساعدهم على فهم أفضل للاضطراب، كما أنه يعلمهم طرقًا جديدة للتعامل مع التحديات والصعوبات التي يواجهها أطفالهم.
العلاج السلوكي للنوع الذي يغلب عليه قلة الانتباه
مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يمكن أن يساعد العلاج على تقليل السلوك غير المرغوب فيه أو معالجته تمامًا وتعزيز السلوك الإيجابي. على سبيل المثال، قد يشمل العلاج تطوير استراتيجيات لتنظيم العمل أو المشاريع المدرسية، مثل تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة.
وأشار التقرير إلى أن تقليل الملهيات حول الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه قد يساعدهم. على سبيل المثال، الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه لا ينبغي لهم الجلوس بجانب الباب أو النافذة في الفصل لأنهم قد يشتت انتباههم بسهولة.
العلاج السلوكي للنوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع
كثيرا ما يستخدم العلاج السلوكي والدواء لعلاج الأشخاص المصابين بهذا النوع من الاضطراب ولكن الاستراتيجيات المستخدمة قد تختلف.
قد يشمل العلاج للأطفال والبالغين التعرف على السلوكيات شديدة النشاط وتطوير طرق لتهدئة الذات، كما يمكن تعليمهم كيفية التعبير عن أنفسهم بطرق أكثر ملاءمة.
نصائح لمقدمي الرعاية
بغض النظر عن نوع اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه الذي يعاني منه الطفل، فهناك العديد من الأشياء التي يمكن للمعلمين وأولياء الأمور ومقدمي الرعاية القيام بها لمساعدة الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، بما في ذلك: تطوير روتين يساعد الطفل على معرفة ما يتوقعه، وإعطاء تعليمات واضحة، ومراعاة تحفز العمل الجيد والسلوك الإيجابي في نظام المكافآت باستخدام جداول الواجبات المنزلية لمتابعة المهام الدراسية ، وإتاحة متسع من الوقت للنشاط البدني وممارسة الرياضة، كما يجب على مقدمي الرعاية تجنب تقديم الكثير من الخيارات، فقد يرتبك الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسهولة. على سبيل المثال، يمكن اختصار الخيارات لخيارين عند تقديم الغداء أو ما يجب ارتداؤه./ انتهى و
اضف تعليق