بغداد/ سوزان الشمري
يا زكريا عودي عليه كل سنة وكل عام انصب صينية. بهذه الاناشيد تحي العراقيات احتفالات ليلة الــ"زكريا" والتي تصادف في أول احد من شهر شعبان كل عام، وفيه تعقد النذور وتنصب موائد الزينة والطعام، ويتم إشعال البخور والشموع، وتنثر الزهور الخضراء على مائدة طعام.
ويعود سبب الاحتفال بهذه الليلة للاعتقاد السائد بأنها الليلة التي تلقى فيها النبي زكريا بشرى ولادة ابنه النبي يحيى، وكان في الـ92 من العمر، ولأجل هذا تعمد النساء اللاتي لا ينجبن خاصة، في هذا اليوم إلى عقد النذور.
تمارس النسوة طقوسهن من أعداد الموائد التي تحتوي على ما لذا وطاب من المعجبات والحلويات وطبقها الأساسي (الزردة) تحيطها الشموع وأغصان اليأس الأخضر، فيما شهدت أسواق العاصمة رواج لمستلزمات سفرة الزكريا من الهدايا والطبول والزينة .
ومن طقوس الـ(زكريا ) لدى بعض النسوة التي تتطلع لإنجاب مولود ذكر هو صيام اليوم الأول من شعبان أو ثلاثة أيام وتتعمد بعض النسوة إلى الصيام عن الكلام أيضا .
في العاصمة وعلى ضفاف نهر دجلة تمارس النسوة البغداديات طقوسهن في ليلة (زكريا) عبر إشعال الشموع ووضعها على ورق مقاوم للماء وزجها عبر مياه النهر إذ تعبر كل شمع عن أمنية لصاحبتها.
"الزردة" أهم أطباق سفرة الزكريا وهي عبارة عن رز مهروس يتلون باللون الأصفر عبر إصباغ غذائية خاصة يكون مذاقها حلواً ويتخللها المكسرات توزع بين الأسر وتمثل الطبق الأساسي في الاحتفال.
ورغم أن الباحثين في التراث وبعض المراجع الدينية لا تسند لحقيقة إحياء ليلة الزكريا ألا أن طقوسها تعتبر من العادات والتقاليد العراقية التي لا يزال تتوارثها الأسر رغم ما يطرأ في العالم من متغيرات ذهبت في أدراجها بعض العادات والتقاليد .
اذ تتجمع الأسر في بيت العائلة الكبير، ويتم خلالها تبادل التهاني والتبريكات وأمنيات ان يزق الله من يطلب الذرية تيمنا بنبي الله زكريا الذي رزقه الله بعد عمر طويل بالنبي"يحيى". انتهى/ ع
اضف تعليق