أصبحت الهواتف الذكية عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة اليومية. فوجوده بحد ذاته، سواء أكان صامتًا أم لا، كافٍ لصرف انتباه الشخص.
وتعد إشعارات الهاتف واحدة من أكثر الأشياء التي تقوم بتشتيت الانتباه، وهي تشكل عاملًا يشجع على استخدام الهاتف بكثرة، بحيث أن معظم مدمني الهواتف الذكية يقومون بتصفح الإخطارات في شكل متكرر.
ورغم اختلاف التقديرات، إلا أن الإنسان العادي يتحقق من هاتفه حوالي 85 مرة في اليوم، أي مرة واحدة كل 15 دقيقة، ويحتاج إلى عدة دقائق حتى يستعيد تركيزه كاملًا بعد ذلك.
وتكمن المشكلة عند التحقق من هذه الإشعارات في أثناء قيادة السيارة أو الدراسة أو العمل، باعتبار أن هذه المهمات تحتاج إلى التركيز.
الإشعارات وتشتيت الانتباه
وكشف خبراء أن الأصوات الصادرة من الهاتف يمكن أن تشعر الشخص بالفضول، أما في حال كون الهاتف في وضع صامت، فهذا نوع آخر من التشتت، ويُطلق عليه اسم "المقاطعة الداخلية".
وبنى الخبراء استنتاجهم على أدلة تربط بين الإشعارات وانخفاض الإنتاجية وضعف التركيز وزيادة الإلهاء، حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على موجة دماغ الأشخاص أن أولئك الذين يستخدمون هواتفهم بكثرة كانوا أكثر حساسية لتجاهل الإشعارات من أولئك الذين لا يستخدمون هواتفهم بشكل دائم، وأن التشتيتات المتكررة تشعر الشخص بالتوتر بسبب الحاجة إلى الاستجابة، كما ترتبط أيضًا بزيادة ما يعرف بـ"فومو" أي الخوف من تفويت حدث ما.
و اعتبر الخبراء أن أي مماطلة بالرد على إشعار محدد، يمكن أن تجعل الشخص يشعر بالذنب أو الإحباط، ومن هنا يُنصح باتباع خطوات معينة لتغيير سلوك الإنسان في تعامله مع هاتفه.
"الإدمان على الهواتف الذكية"
وفي هذا الإطار، توضح المعالجة النفسية نضال صادق، أن الإدمان على الهاتف الذكي يتمثل في عدم قدرة الفرد على الاستغناء عن استخدام هاتفه، والنظر إليه طوال الوقت، والشعور بأن الهاتف أصبح جزءًا من حياته.
وتنصح صادق بتحديد وقت لاستخدام الهاتف الذكي، وإغلاقه في كثير من الأوقات، ووضع حدود لاستخدامه، كنوع من التمرين الإدراكي، كي لا يبقى الجوال هو المسيطر على حياة الإنسان.
وتشدد المعالجة النفسية على ضرورة معرفة الأسباب التي تزيد من التوتر النفسي لدى الفرد، والتي منها الإدمان على الهواتف الذكية والتي ينجم عنها الكثير من الآثار السلبية والارتدادات السلبية، وتزيد التوتر والقلق والبعد عن الحياة والواقعية.
المصدر: موقع أنا العربي
اضف تعليق