نشر موقع "ميديكال إكسبرس" تقريرا من جامعة برمنغهام قالت فيه إن دراسة جديدة أظهرت أن بعض الخلايا المناعية في أجسامنا ترى أن "غريزتها القتالية" مقيدة بعد دخولها إلى الأورام الصلبة.
في بحث جديد نُشر فيNature Communications، اكتشف فريق بقيادة باحثين من جامعة بيرمنغهام وجامعة كامبريدج كيف تفقد الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا القاتلة الطبيعية (خلايا NK) وظائفها بسرعة عند دخول الأورام والإقامة فيها.
باستخدام الخلايا السرطانية المزروعة من نماذج الفئران، أثبت الفريق أن الخلايا القاتلة الطبيعية تتبنى حالة خاملة عند دخول الأورام الصلبة من خلال فقدان إنتاج آليات المستجيب الرئيسية المستخدمة لتعزيز الاستجابات المناعية بما في ذلك الكيموكينات والسيتوكينات والغرانزيمات.
وأكدت دراسات أخرى، بما في ذلك الخلايا المأخوذة من سرطانات القولون البشرية، أن فقدان وظيفة الخلايا القاتلة الطبيعية يحدث لدى البشر أيضا.
واختبر الفريق أيضا ما إذا كان من الممكن عكس فقدان الوظيفة الذي تعانيه الخلايا القاتلة الطبيعية عند دخولها بيئات الورم.
وأدى استهداف مسارInterleukin-15، والذي يتم تجربته حاليا على المرضى، إلى زيادة نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية بشكل ملحوظ وفي نماذج الفئران، أدى إلى تحكم أفضل في الورم.
وقال ديفيد ويذرز، أستاذ تنظيم المناعة في جامعة بيرمنغهام والمؤلف الرئيسي المشارك للدراسة: "الخلايا القاتلة الطبيعية هي مجال محتمل مثير في عالم علاج السرطان، وذلك باستخدام جهاز المناعة في الجسم في مكافحة نمو السرطان".
وأضاف: "مع ذلك، فقد رأينا حتى الآن أن الخلايا القاتلة الطبيعية لديها القدرة الفطرية على إبطاء السرطان، ولكنها غالبا ما تبدو كامنة داخل الخلايا السرطانية.. باستخدام نموذج الفئران، تمكنا من رؤية ما يحدث على وجه التحديد للخلايا القاتلة الطبيعية بعد دخولها إلى بيئات الأورام الصلبة - والتي على ما يبدو تضعف غريزتها القتالية".
وتابع: "من الأهمية بمكان أن الفريق وجد أيضا أن العلاج باستخدام Interleukin-15 يمكن أن يعيد إيقاظ الغريزة القتالية الخاملة في الخلايا القاتلة الطبيعية. وهذا اكتشاف مثير للغاية يخفف بعض المخاوف التي قد تكون لدينا بشأن كيفية تصرف الخلايا القاتلة الطبيعية في بيئات الورم. ويمكن أن يمهد الطريق لأنواع جديدة من العلاج لإضافتها إلى الترسانة لمعالجة سرطانات الأورام الصلبة".
وفي دراسة وثيقة الصلة نُشرت أيضا في مجلة Nature Communications، وجد فريق البحث بقيادة البروفيسور ديفيد ويذرز والبروفيسور مينا كلاتوورثي أيضا أن بعض الخلايا المتغصنة (DC)، وهي الخلايا المناعية التي تلعب دورا رئيسيا في تنظيم الاستجابة المناعية المضادة للورم، تتعطل داخل الأورام.
تتمثل الوظيفة الطبيعية للخلايا المتغصنة في التقاط المواد من الخلايا السرطانية وتوصيلها إلى العقد الليمفاوية حيث تحفز الاستجابات المناعية المضادة للورم.
واكتشف الفريق أنه بدلا من الانتقال إلى العقد الليمفاوية، فإنها تبقى بعض الخلايا المتغصنة في الورم، حيث تصبح "منهكة"، مع انخفاض القدرة على تحفيز الاستجابات المناعية المضادة للورم، وزيادة تنظيم الإشارات التي يمكن أن تقلل من وظيفة الخلايا المناعية المضادة للورم.
إن تحديد سبب احتجاز هذه الخلايا وكيفية التغلب على هذا الضعف في السلوك الطبيعي للتيار المستمر لديه القدرة على تعزيز الاستجابات المضادة للورم.
وقالت منة كلاتورثي، أستاذة الأبحاث في المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية وأستاذة علم المناعة الانتقالية في جامعة كامبريدج والمؤلفة المشاركة في الدراستين: "لقد وجدنا أن الخلايا المتغصنة المنهكة العالقة في الورم كانت موجودة بجوار نوع من الخلايا المناعية القاتلة للورم، خلايا CD8 T، ما قد يمنعها من القيام بعملها، ومن اللافت للنظر أنه يمكن إحياء هذه الخلايا السرطانية المختلة وظيفيا باستخدام العلاج المناعي للسرطان المستخدم في العيادة".
وأضافت: "يساعد عملنا في تطوير فهمنا لكيفية قيام السرطانات بتعطيل جهاز المناعة، والأهم من ذلك، كيف يمكننا إنقاذ هذا لتحسين الاستجابات المناعية المضادة للسرطان".
خ. س
اضف تعليق