تُظهِر دراسة حديثة أن تغير المناخ يجعل حرائق الغابات أكثر احتمالًا بـ 4 إلى 5 مرات، مما يزيد من المخاطر البيئية بشكل كبير.

وشهدت منطقة بانتانال في البرازيل -أكبر الأراضي الرطبة الاستوائية في العالم- ظروفًا حارة وجافة وعاصفة بشكل استثنائي في يونيو/حزيران 2024، مما أدى إلى زيادة كبيرة في حرائق الغابات، وارتفع عدد الحرائق بنسبة 1500% في النصف الأول من عام 2024 مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2023، وفقًا لبيانات المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء.

أسباب وتداعيات الحرائق

وتشير الدراسة إلى أن حرائق الغابات في بانتانال تُعزى إلى الظروف الجوية الحارة والجافة التي جعلت الأراضي الرطبة عرضة للحرائق. في يونيو/حزيران 2024، سُجلت حرائق هائلة تسببت في احتراق أكثر من 1.3 مليون هكتار من الأراضي الرطبة، وهي مساحة تعادل نحو 8 أضعاف مساحة لندن، ويُعد هذا الرقم غير عادي نظرًا لأن موسم حرائق الغابات في هذا النظام البيئي لا يبدأ عادةً حتى يوليو/تموز، ويصل ذروته في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.

ووجدت منظمة "وورلد ويزر أتريبيوشن" (World Weather Attribution) أن تغير المناخ الناجم عن الإنسان أدى إلى زيادة الظروف المواتية للحرائق -مثل الحرارة والجفاف والرياح- بنسبة 40%. الدراسة أشارت إلى أن احتمال حدوث هذه الحرائق في منطقة بانتانال أكبر بـ 4 إلى 5 مرات بسبب تغير المناخ الحالي، كما أن تأثيرها أسوأ بـ 3 مرات.

تأثير تغير المناخ في المستقبل

وأوضحت الدراسة أنه إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة، فإن مثل هذه الحرائق ستكون أكثر احتمالًا للحدوث، وتكرر "مرة واحدة كل 17 عامًا، في حين يصبح أكثر تأثيرًا بنسبة 17%". هذا يشير إلى أن حتى تحقيق أهداف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة لن يكون كافيًا لتجنب التأثيرات الخطيرة لتغير المناخ.

تعزز هذه الدراسة الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة تغير المناخ والتكيف مع تأثيراته المتزايدة، يجب أن تُكثف الجهود الدولية لتقليل الانبعاثات الكربونية والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة لتحقيق الاستدامة البيئية على المدى الطويل.


م.ال

اضف تعليق