ظهرت أحدث التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية أن ساعات العمل الطويلة تشكل خطراً صحياً جسيماً، إذ تسببت في وفاة 745 ألف شخص جراء السكتة الدماغية ومرض القلب الإقفاري خلال عام 2016، بزيادة قدرها 29% مقارنة بالسنوات السابقة.
ووفقاً لدراسة أجرتها المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، فإن العمل لأكثر من 48 ساعة أسبوعياً يرتبط بزيادة ملحوظة في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى ارتفاع احتمال الوفاة المبكرة.
التوتر وتأثيره على الصحة
ويؤكد الخبراء أن التعرض المستمر للإجهاد الناتج عن ساعات العمل الطويلة يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم، وهو ما يزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، السكري، وأمراض القلب المزمنة.
كما أوضحت منظمة الصحة العالمية أن العمل لأكثر من 55 ساعة أسبوعياً يرفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 35%، ويزيد احتمال الوفاة بسبب مرض القلب الإقفاري بنسبة 17% مقارنة بمن يعملون بين 35 و40 ساعة أسبوعياً.
دور قلة النشاط البدني
يرتبط نمط الحياة المستقر الناجم عن ضغط العمل بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تقلل المستويات المرتفعة من النشاط البدني من هذه المخاطر. وتشير الدراسات إلى أن التحول من حياة خالية من الحركة إلى نشاط خفيف أو معتدل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في هذه المخاطر.
التوازن بين العمل والحياة
لا تقتصر الآثار السلبية لساعات العمل الطويلة على الصحة الجسدية فقط، بل تؤثر أيضاً على الصحة العقلية، حيث تزيد من احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب، مما يفاقم المشكلات الصحية ويؤثر على متوسط العمر المتوقع.
ويحذر الخبراء من أن إهمال التوازن بين العمل والحياة قد يؤدي إلى وفيات مبكرة، مما يستدعي إدراك خطورة هذه الظاهرة واتخاذ خطوات جادة لحماية صحة الموظفين وتعزيز بيئة عمل أكثر استدامة.
م.ال
اضف تعليق