تمكن فريق من الباحثين في جامعة روتغرز الأمريكية من اكتشاف طريقة جديدة للتحكم في المستقبلات الحسية المتعلقة بحاسة اللمس، مما قد يقود إلى تطوير علاجات فعالة للألم المزمن، وفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة *Nature Communications*.

وتركز الدراسة على جزيء طبيعي يُسمى "حمض الفوسفاتيديك"، حيث أظهر الباحثون أن هذا الجزيء قادر على تقليل نشاط بعض قنوات الأيونات المسؤولة عن استشعار اللمس في الجسم. ووجد الباحثون أن زيادة مستويات "حمض الفوسفاتيديك" في الخلايا العصبية الحسية يحدّ من حساسيتها للمس، ما يشير إلى إمكانيات جديدة في التعامل مع حالات الألم المزمن.

في تجارب معملية أجريت على الخلايا العصبية الحسّية والفئران، لاحظ العلماء أن تثبيط إنتاج "حمض الفوسفاتيديك" جعل الفئران أكثر حساسية للمس، مما يعزز من صحة الفرضية القائلة بأن هذا الجزيء يلعب دورًا محوريًا في تخفيف الألم.

وقال تيبور روهاكس، أستاذ علم الأدوية وعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة روتغرز وأحد المشاركين في الدراسة، إن تحديد هذا الجزيء الطبيعي الذي يعمل على تقليل حساسية الألم قد يمثل خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة للألم المزمن. وأضاف: "هدفنا هو ترجمة هذه النتائج إلى حلول علاجية ملموسة تساعد في تحسين جودة الحياة للمصابين بالألم المزمن".

من جانبه، أوضح ماثيو غابرييل، طالب الدكتوراه وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أن هذا الاكتشاف يمكن أن يسهم في تطوير علاجات أكثر فعالية للألم، لا سيما الألم الالتهابي الذي تعجز العلاجات الحالية عن التعامل معه بشكل كافٍ. وأضاف: "من خلال استهداف المسارات الطبيعية التي تنظم قنوات الأيونات الحسية، نأمل في توفير خيارات علاجية جديدة قد تكون أكثر دقة وكفاءة".

يمثل هذا الاكتشاف أملاً جديدًا لملايين الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن حول العالم، ويشير إلى أن الطريق نحو تطوير علاجات أكثر فعالية في هذا المجال قد بدأ للتو.

 

المصدر: ميديكال إكسبريس

م.ال


اضف تعليق