صدر بحث علمي جديد بعنوان: "المسؤولية الجنائية عن أعمال العنف في الملاعب" للدكتور علي غني عباس الجنابي، وذلك ضمن سلسلة بحوث قُدّمت خلال مؤتمر الإصلاح التشريعي ومكافحة الفساد وتعزيز مبادئ الحكم الرشيد الذي اقيم من قبل مؤسسة النبأ وكلية القانون جامعة الكوفة بوقت سابق.

تناول البحث ظاهرة العنف في المجال الرياضي، وخاصة في الملاعب، حيث أشار إلى أن بعض الألعاب تتطلب بطبيعتها استخدام العنف مثل الملاكمة والمصارعة، بينما تشهد ألعاب أخرى، ككرة القدم، تجاوزات تتنافى مع قواعد اللعب.

وأوضح الجنابي أن القانون وإن كان يبيح ممارسة هذه الألعاب ضمن قواعد محددة، إلا أن ظاهرة العنف تجاوزت الإطار الرياضي لتطال اللاعبين، الحكام، الجماهير، وحتى المرافق العامة.

أعمال العنف تتخطى حدود الملاعب

أبرز البحث أن العنف لم يعد محصوراً في داخل الملعب، بل امتد إلى محيطه من خلال التظاهرات والاعتداءات بعد انتهاء المباريات، ما يؤدي إلى تعطيل حركة المرور، التخريب، السلب، وتهديد الأمن العام، في ظاهرة قد تستغلها بعض الجهات المعادية لتحقيق أهداف تخريبية.

المسؤولية الجنائية كإجراء رادع

دعا الباحث إلى ضرورة تفعيل المسؤولية الجنائية لردع مسببي أعمال العنف، مؤكداً على أهمية فرض عقوبات قانونية تشمل تغريم الأندية، ومنع مثيري الشغب من دخول الملاعب.

وأشار إلى تجارب دولية في هذا السياق، خاصة الأوروبية منها، والتي اعتمدت إجراءات صارمة كالتفتيش الإجباري للمشجعين وفرض عقوبات على التصرفات العدوانية.

نتائج البحث: توصل البحث إلى عدد من النتائج الجوهرية، أبرزها:

- العنف الرياضي لا يقتصر على الأفعال الجسدية، بل يشمل الأقوال والشعارات والتحريض.

- تتعدد أشكال العنف بين الإهانات اللفظية، التخريب، الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.

- الإعلام، والتحكيم، والجمهور، وحتى الملاك التدريبي قد يشكلون بيئة خصبة لتفاقم الظاهرة.

- جميع هذه التصرفات تندرج ضمن إطار الجرائم التي يعاقب عليها القانون العراقي رقم (111) لسنة 1969.

- أهمية غرس الوعي الرياضي والتربية السليمة من خلال الأسرة، والمدرسة، والمسجد، ووسائل الإعلام.

توصيات البحث: رؤية إصلاحية شاملة، اقترح الدكتور الجنابي حزمة من التوصيات، من أبرزها:

- وضع خطة أمنية شاملة تركز على الإجراءات الوقائية، والاستفادة من التجارب الدولية.

- اختيار وتدريب قوات الأمن وفق معايير علمية لضمان الجاهزية في الملاعب.

- تعزيز دور الإعلام في التوعية الرياضية وترسيخ مفاهيم الروح الرياضية لدى الجمهور.

- سن قانون خاص بالجرائم والمخالفات الرياضية، مع فرض عقوبات صارمة على مرتكبي الشغب.

- حظر دخول الأدوات القابلة للاستخدام في العنف، مع تشديد إجراءات التفتيش عند بوابات الملاعب.

خلاصة البحث: الأمن الرياضي مسؤولية تضامنية

اختتم الدكتور الجنابي بحثه بالتأكيد على أن الحد من ظاهرة العنف في الملاعب يتطلب تكامل الجهود القانونية، الأمنية، التربوية والإعلامية، مشدداً على أهمية بناء ثقافة رياضية قائمة على الوعي والانضباط.


س ع

اضف تعليق