لطالما كانت نتائج النادي الملكي الايجابية تشوبها الشكوك والمقرونة باتهامات المتابعين حول العالم بتعاطف الحكام في المباريات التي يخوضها في البطولات المتعددة مع خصومه، والتي حقق كؤوسها في مواسم عدة.
فيما شهد هذا الموسم تراجع في مستوى ريال مدريد على الصعيد الفني والتهديفي خاصة بعد ترك النادي المدرب الفرنسي زين الدين زيدان وافضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو والذين حققا مع النادي انجازات غير مسبوقة.
بعد ان توج ريال مدريد العريق بوجودهما، بكم هائل من الألقاب المختلفة في مسيرته، ومن بينها النسخ الثلاث الأخيرة للتشامبيونز ليغ، ليس لعدم وجود تقنية الفيديو، كما يظن البعض، بل بفضل جهود لاعبيه في مقدمتهم نجمه السابق رونالدو، الهداف التاريخي لدور الأبطال أيضا، ولعدد من المواسم الأخيرة أيضا.
وبالرجوع الى مباراة الامس التي خاضها مدريد الاسباني ضد اياكس الهولندي، في إياب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم (1-4)، أثارت القرارات التحكيمية وتقنية الفيديو الكثير من الجدل في المباراة، علما بأن مباراة الذهاب انتهت بفوز النادي الإسباني (2-1).
فقد احتسب حكم الساحة الألماني فيليكس بريش الهدف الثالث لأياكس، الذي سجله لاعبه الصربي دوشان تاديتش، في الدقيقة 62، بعد الاستعانة بتقنية الفيديو (VAR) لنحو أربع دقائق، بسبب الشكوك الكبيرة حول خروج الكرة خلف خط التماس قبل ذلك.
كما أثار الكثير من الجدل عدم لجوء حكم المباراة إلى تقنية الفيديو، بعد تسجيل الهدف الأول للفريق الهولندي، الذي سجله المهاجم المغربي حكيم زيياش مبكرا، في الدقيقة السابعة من انطلاق صافرة البداية، فقد بدا للكثيرين بأن الكرة قد خرجت أيضا خلف خط التماس قبل الهدف.
وربما تدحض هاتان الحالتان الأقاويل حول تعاطف الحكام مع ريال مدريد، ومن ضمنها التغريدات والتعليقات الأخيرة، التي حملت في طياتها رسائل ضمنية تشير إلى ذلك.
يقول خبراء ان لا علاقة لوجود الـ "VAR" من عدمه، بخروج ريال مدريد من مسابقتي كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، وهو قاب قوسين أو أدنى من الخروج من دائرة المنافسة على لقب الليغا المحلية أيضا، وذلك لوجود مشاكل كبيرة داخل أسوار "سانتياغو برنابيو"، وخاصة بعد رحيل هداف التاريخي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، خلال الميركاتو الصيفي الماضي، وعدم تعويضهما بتعاقدات جديدة.
وبالنتيجة فأن خسارة ريال مدريد كانت منطقية، في تلك الليلة الحالكة السواد بالنسبة لجماهيره، بسبب الأداء الباهت من قبل بعض لاعبيه وعلى رأسهم المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي كان يحمل شارة القائد، في غياب قائد الفريق وقلبه النابض المدافع سيرخيو راموس بسبب الإيقاف، ومرورا بالجناح البرازيلي فينيسيوس، الذي يفتقد إلى الخبرة واللمسة الأخيرة، والجناح الويلزي غاريث بيل، الذي لم يبق منه إلا ظله، وانتهاء بالحارس البلجيكي تيبو كورتوا، الذي تلقى هدفا (الرابع) لا يتلقاه ربما أي حارس من الهوات.
الخسارة القاسية والخروج من دوري الابطال القت بضلالها على متابعي النادي الملكي، حيث اجتاح اسم ريال مدريد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي وتصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في معظم الدول العربية كلبنان ومصر والعراق والأردن والإمارات والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية وغيرها.
وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي هاشتاغ #ريال_مدريد ليتصدر المشهد ويحصد أكثر من 80 ألف تغريدة على مدار الـ24 ساعة الماضية.
طارق ذياب وهو محلل رياضي، قال عقب الخسارة، ان "سياسة رئيس النادي هي التي أوصلت ريال مدريد لهذه الحالة الكارثية، لا بد من مراجعة كلية لرئيس النادي والمسؤولين، صلاحية عدد من اللاعبين انتهت وأول شخص هو رئيس النادي رغم أنني من المعجبين به، الفريق بدون روح حان الوقت للتغيير".
وفي حين عقب البعض ان خسارة مدريد افسحت المجال امام الاندية الاوربية حصد الالقاب، حيث قال المعلق الرياضي حسين ياسين، "أخيرا بعد ثلاث سنوات صار بإمكان باقي الأندية في أوروبا أن تفوز بدوري الأبطال، فقد خرج ريال مدريد".
خلاصة القول, تبقى لعبة كرة القدم الأكثر شعبية في العالم، على الرغم من الأخطاء الكثيرة من قبل اللاعبين والمدربين، إضافة إلى الأخطاء التحكيمية، وتحدث حتى بوجود تقنية الـ "VAR"، فهي لا تحسم الجدل بشكل كامل في الكثير من الحالات، كما يرى الجميع، فيما يظن آخرون انه حان والقت للتغيير وعدم التعكز على الماضي والتقدم لأحداث ثورة داخل النادي للعودة الى منصات التتويج.
اضف تعليق