لا يوجد متابع كروي لم يسمع بمسمى منتخب “الديوك” الذي يطلق كلقب على منتخب فرنسا لكرة القدم، اللقب الذي اشتهر بشكل أكبر بعد فوز فرنسا بلقب كأس العالم 1998 ليصبح أيقونة عالمية تبث الرعب في المنافسين كدلالة على قوة أبطال العالم.
وكما يعلم معظم المتابعين فإن تسمية منتخب الديوك جاءت بسبب وجود الديك كشعار للاتحاد الفرنسي لكرة القدم والذي يتواجد على قمصان لاعبي المنتخب الفرنسي في المحافل الدولية الرسمية وغير الرسمية، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل، لماذا يوجد الديك بالأساس في شعار المنتخب والاتحاد الفرنسي؟!
في الحقيقة القصة تعود إلى عصور ما قبل الميلاد، حيث يقال في إحدى الروايات أن الديك كان يعتبر رمز ديني في بلاد الغال التي حكمها الرومان (بلاد شمال غرب أوروبا) والتي انبثقت منها فرنسا فيما بعد، لذلك تواجد الديك في بعض المنحوتات والقصص التي بقيت خالدة في بلاد الغال.
ارتبط بعد ذلك الديك بالدولة الفرنسية كون أعداء فرنسا استخدموه كرمز للسخرية من الفرنسيين، حيث تم التلاعب بالنطق في كلمة “جالوس” التي تعني أحد سكان بلاد الغال لتتحول إلى نطق بمعنى “الديوك”. ورغم أن اللقب اتخذ كسخرية إلا أن الفرنسيين ارتبطوا به واعتبروه رمزاً للعناد ورفض الهزيمة الذي يتصف به هذا الطائر.
في العصور الوسطى أو ما يعرف بعصر النهضة التصق الديك بالثقافة الفرنسية بشكل أكبر كون الكنيسة الكاثوليكية اعتبرته رمزاً دينياً يتعلق بعودة المسيح، وعلامة على بزوغ الفجر بعد الظلام، ورغم أن استخدام الرمز تراجع مع تراجع دور الكنيسة في الحياة الفرنسية إلا أنه عاد بقوة مع الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر حيث اتخذ كرمز في العلم الفرنسي الجديد ودلالة على التطور والنهضة.
ارتبط بعد ذلك الديك بالهوية الفرنسية وتم اعتباره شعاراً غير رسمياً لدى سكان البلاد، كما تمت طباعته على القطع النقود الذهبية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، قبل أن يتخذه الاتحاد الفرنسي شعاراً له في عام 1908 وحتى يومنا هذا.
في الثقافة الرياضية الفرنسية (بعض الرياضات الأولمبية، الرجبي، كرة القدم) يستخدم الديك الفرنسي اليوم كتعويذة للنصر ورمز لجلب الحظ، كما يعتبر رمزاً للمقاومة والعناد ورفض الاستسلام، كما تم استخدام الديك الفرنسي الجديد كرمز لمنتخب كرة القدم والذي يرفع فيه الديك قدمه كدليل على الاستعداد للنزال.انتهى/س
اضف تعليق