اعترف أكسل روداكوبانا، البالغ من العمر 18 عامًا، بقتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم دموي بمدينة ساوثبورت خلال درس للرقص في يوليو/تموز من العام الماضي.

وأقر روداكوبانا أمام المحكمة بتهم متعددة تشمل قتل الفتيات الثلاث، محاولة قتل ثمانية أطفال واثنين من البالغين، وحيازة أسلحة بيضاء ومادة سامة بيولوجية، بالإضافة إلى حيازته دليلًا تدريبيًا لتنظيم القاعدة، مما أُدرج تحت إطار الجرائم الإرهابية.

رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، وصف الجريمة بأنها "مروعة"، مشيرًا إلى أن هناك "أسئلة خطيرة بحاجة إلى إجابة" حول الإخفاقات التي سمحت بوقوع هذا الهجوم، ومؤكدًا التزام حكومته بكشف الحقيقة كاملة في تحقيق عام.

ومن المقرر أن يدلي ستارمر ببيان من داونينج ستريت صباح الثلاثاء بشأن هذه القضية التي أثارت صدمة واسعة في المملكة المتحدة.

وزيرة الداخلية، إيفايت كوبر، كشفت أن روداكوبانا، الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا وقت ارتكاب الجريمة، سبق أن أُحيل ثلاث مرات إلى برنامج "بريفنت" لمكافحة الإرهاب بين عامي 2019 و2021 بسبب مخاوف تتعلق بهوسه بالعنف.

وأوضحت أن الشرطة والمحاكم والخدمات الاجتماعية كانت على دراية بخطورة المتهم، إلا أن الجهات المعنية فشلت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الضحايا.

القضية أثارت انتقادات حادة من المعارضة السياسية، حيث وصف وزير الداخلية في حكومة الظل المحافظة، كريس فيلب، الهجوم بأنه "فشل ذريع" في أنظمة الحماية، مطالبًا بالكشف عن الجهات المسؤولة عن إخفاء معلومات حساسة بشأن خلفية الجاني.

في المقابل، نفت قائدة شرطة ميرسيسايد، سيرينا كينيدي، وجود أي تستر، مؤكدة أن القيود القانونية حالت دون الكشف عن المعلومات للحفاظ على نزاهة المحاكمة.

من جهته، رحب حزب الإصلاح البريطاني بالإعلان عن تحقيق عام، بينما انتقد زعيم الحزب، نايجل فاراج، ما وصفه بـ"أحد أسوأ عمليات التستر في تاريخ البلاد".

كما دعا المراجع المستقل للتشريعات المتعلقة بالإرهاب، جوناثان هول، إلى مراجعة شاملة لبرنامج "بريفنت"، محذرًا من خطورة المراهقين المهووسين بالعنف دون ارتباط واضح بأيديولوجيات متطرفة.

وتواجه الحكومة البريطانية الآن ضغوطًا متزايدة للإسراع في تقديم إصلاحات جذرية في آليات مكافحة الإرهاب وبرامج الحماية الاجتماعية، بينما يترقب الرأي العام نتائج التحقيق وتداعياته على سياسات الأمن الوطني.

المصدر: BBC

م.ال

اضف تعليق