كشفت صحيفة ذا واشنطن بوست عن وثائق مسربة تؤكد تورط موظفين في شركة غوغل بمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أدوات متطورة مثل منصة "فيرتكس" (Vertex) وتقنية "جيميني" (Gemini)، وذلك منذ الأسابيع الأولى للحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
التقنيات في خدمة الحرب بحسب الوثائق، طلبت وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل عاجل تعزيز استخدامها لأدوات الحوسبة السحابية التي توفرها غوغل، لتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تحديد الأهداف العسكرية في غزة.
وأوضحت إحدى الوثائق أن مسؤولًا في غوغل حذر من احتمال لجوء الجيش الإسرائيلي إلى شركة أمازون، المنافسة الرئيسية لغوغل، في حال لم تتم الاستجابة للطلبات بشكل سريع.
وأظهرت وثائق إضافية طلبات وصول متكررة لتقنيات متقدمة، من بينها أداة "جيميني"، التي يُعتقد أنها استُخدمت لتطوير مساعد ذكي قادر على معالجة الوثائق والملفات الصوتية لصالح الجيش الإسرائيلي.
برنامج "نيمبوس" المثير للجدل كانت غوغل قد أكدت سابقًا أن اتفاقية "نيمبوس" مع إسرائيل لا تشمل أقسامًا عسكرية حساسة، إلا أن تصريحات مسؤولين إسرائيليين، مثل جابي بورتنوي المدير العام للمديرية الوطنية للأمن السيبراني، تعارض هذا الادعاء. بورتنوي صرح في مؤتمر عام 2024 بأن "نيمبوس" ساهمت بشكل مباشر في نجاح العمليات العسكرية في غزة.
التوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي في استهداف الأهداف الجيش الإسرائيلي اعتمد خلال الحرب على أداة ذكاء اصطناعي تُعرف باسم "هابسورة" (Habsora)، قادرة على تقديم آلاف الأهداف البشرية والبنية التحتية الجاهزة للقصف. هذا الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي يعكس استراتيجية الجيش لتوسيع قدراته العسكرية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مما أثار اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
ردود فعل محتملة التقرير يثير تساؤلات أخلاقية حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل غوغل، في النزاعات العسكرية، ومدى التزامها بمعايير حقوق الإنسان. كما يفتح الباب لنقاش عالمي حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب وتأثيرها على المدنيين.
يبقى أن نرى ما إذا كانت غوغل ستواجه تحقيقات أو ضغوطًا دولية جراء هذه التسريبات، خاصة مع ازدياد الانتقادات لدور التكنولوجيا في تأجيج الصراعات المسلحة.
م.ال
اضف تعليق