شهدت الساحة السياسية الإيطالية جدلًا حادًا عقب افتتاح مركز استقبال جديد للمهاجرين في مدينة ترييستي يوم 19 فبراير الجاري، حيث انقسمت مواقف الأحزاب بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة التي أثارت انتقادات واسعة من قبل الأحزاب اليمينية الموالية للحكومة، في مقابل دعم من المعارضة والمنظمات الإنسانية.

المركز، الذي أطلق عليه اسم "سبازيو 11"، تم إنشاؤه بمبادرة من أبرشية كاريتاس بالتعاون مع الجمعية التطوعية الاجتماعية، وبدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويهدف إلى توفير بيئة آمنة للمهاجرين القادمين عبر طريق البلقان، حيث يقدم خدمات تشمل أماكن للراحة، دورات مياه، مشروبات ساخنة، محطات لشحن الهواتف، بالإضافة إلى الرعاية الطبية والاستشارات القانونية، كما يوفر مبيتًا مؤقتًا لما يصل إلى 70 شخصًا.

وواجه افتتاح المركز اعتراضًا قويًا من قبل حزب إخوة إيطاليا اليميني الحاكم، حيث وصف كلاوديو جياكوميللي، الزعيم الإقليمي للحزب، هذه المبادرة بأنها خطوة خاطئة، قائلاً: "هذا المركز ليس مخصصًا لطالبي اللجوء، بل لأولئك الذين لا يقيمون في المدينة ويغادرون على الفور، مما يعني أنهم مهاجرون غير شرعيين، وبالتالي لا ينبغي أن يكونوا هنا".

وأشار إلى، أن سكان حي ساحة ليبرتا في ترييستي تحملوا بالفعل "عبئًا اجتماعيًا ثقيلًا" بسبب تدفق المهاجرين، معتبرًا أن المركز سيزيد من الأوضاع تعقيدًا.

على الجانب الآخر، دافع فرانشيسكو روسو، نائب الرئيس الإقليمي للحزب الديمقراطي، عن افتتاح المركز، متهمًا الحكومة باستغلال ملف الهجرة للدعاية السياسية، وقال: "الهجرة مشكلة حقيقية، لكن في الوقت الذي تحاول فيه بعض الجهات تقديم حلول، تستخدمها الحكومة للتغطية على فشلها".

كما انتقد الهجوم على الكنيسة والمنظمات الإنسانية التي تعاونت لإطلاق المركز، مشيرًا إلى أن المحافظة والشرطة كانتا من الجهات الداعمة لهذه المبادرة.

يأتي هذا الجدل وسط تصاعد الخلافات حول سياسات الهجرة في إيطاليا، حيث تتبنى حكومة جورجيا ميلوني نهجًا متشددًا يرفض استقبال اللاجئين، بينما تطالب المعارضة والمنظمات الإنسانية بحلول أكثر إنسانية لإدارة الأزمة.


م.ال

اضف تعليق