في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية وتفاقم النزاعات، ترصد وكالة النبأ آخر التطورات حول ظاهرة الفقر التي تهدد الملايين حول العالم.
التقارير الصادمة تكشف أن عام 2025 قد تتزايد فيه معدلات الفقر المدقع في العديد من الدول، وسط تراجع الموارد وارتفاع تكاليف المعيشة.
هل يشهد العالم أزمة إنسانية غير مسبوقة؟ وما مصير الفقراء في مواجهة الأعباء المتزايدة؟ متابعة حثيثة لكل المستجدات في هذا التقرير.
نسبة الفقر عالميا
تشير أحدث البيانات إلى أن ما يقرب من 700 مليون شخص، أي حوالي 8.5% من سكان العالم، يعيشون في فقر مدقع، مما يعني أنهم يعيشون على أقل من 2.15 دولار في اليوم. بحسب البنك الدولي
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2025، مع تزايد الفقر وعدم المساواة في الدخل.
وتشير التقارير إلى، أن النمو الاقتصادي البطيء وتفاقم عدم المساواة يدفعان الملايين إلى الفقر.
علاوة على ذلك، تؤثر التغيرات المناخية وأزمات الديون بشكل كبير على أفقر سكان العالم.
وفي عام 2025، من المتوقع أن تركز المناقشات العالمية بشكل أكبر على تعويضات الخسائر والأضرار المتعلقة بالمناخ، مما قد يساعد البلدان على حماية سكانها من الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالمناخ. بحسب داون تو إيرث
الديون وتأثيرها
في عام 2024، أشار تقرير صادر عن البنك الدولي إلى أن 26 دولة من أفقر دول العالم، التي تضم 40% من سكان العالم الذين يعيشون في فقر مدقع، تعاني من أعلى مستويات الديون منذ عام 2006، مما يجعلها أكثر عرضة للكوارث الطبيعية والصدمات الأخر.
وأدت التخفيضات في التمويل من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى إلى تفاقم حالة الفقر العالمي، مما أدى إلى زيادة سوء التغذية والمجاعة، خاصة في المناطق الضعيفة مثل الصومال وبنغلاديش وكينيا. بحسب الغارديان
المنطقة العربية
وفقا لتقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، من المتوقع أن ينخفض ثلث سكان المنطقة (حوالي 35%) إلى ما دون عتبة الفقر في عامي 2024 و2025.
وبوقت سابق أدت جائحة كورونا إلى تعميق الفقر في المنطقة العربية، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الفقراء من 178 مليون نسمة إلى حوالي 200 مليون نسمة.
تواجه الحكومات في البلدان الأعضاء في المنظمة تحديات جمّة في مكافحة الفقر، بما في ذلك الوصول إلى الخدمات الأساسية وتوفر الموارد المالية والقدرة المؤسسية والإرادة السياسية.
ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الوحيدة التي ارتفع فيها معدل الفقر المدقع بين عامي 2011 و2015.
وتُعتبر اليمن والسودان من أفقر الدول العربية، حيث تعانيان من تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة، بما في ذلك النزاعات المسلحة والتدهور الاقتصادي.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، بلغ عدد الفقراء فقراً مدقعاً في 10 بلدان عربية 38.2 مليون نسمة، بما يمثل 13.4% من السكان.
تحديات جمع البيانات
انخفضت تغطية المسوح الأسرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 82% في عام 2012 إلى 45% في عام 2019، مما يشير إلى تحديات في جمع البيانات اللازمة لصياغة سياسات فعّالة لمكافحة الفقر.
ويشكل الارتفاع في معدلات التضخم وأسعار المواد الغذائية تحديا أمام اقتصادات بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع توقعات بتباطؤ النمو في العام المقبل.
بشكل عام، تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات كبيرة في مكافحة الفقر بحلول عام 2025، مما يستدعي جهودا مشتركة لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
اضف تعليق