نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الإدارة وآخرين أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تخلى عن ضربة صهيونية مخطط لها على مواقع نووية إيرانية، لمصلحة التفاوض على اتفاق مع طهران للحد من برنامجها النووي.
ووفقاً للصحفية فقد وضعت الكيان الصهيوني خططاً لمهاجمة المواقع في مايو (أيار)، وذكرت أن الهدف هو إلحاق انتكاسة بقدرة إيران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر.
وأوضحت الصحيفة أن دعم الولايات المتحدة ضروري ليس فقط للدفاع عن إسرائيل من أي رد إيراني، وإنما أيضاً لضمان نجاح الهجوم.
وبعد أشهر من الجدل الداخلي، اتخذ ترمب قراراً بالسعي إلى التفاوض مع إيران بدلاً من دعم العمل العسكري.
وعقدت الولايات المتحدة وإيران محادثات في سلطنة عمان السبت الماضي، وذلك للمرة الأولى خلال تولي ترمب للرئاسة بما في ذلك خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، ووصف البلدان المحادثات بأنها "إيجابية" و"بناءة".
ومن المقرر عقد جولة ثانية يوم السبت المقبل، ورجح مصدر مطلع أن يجري عقد اللقاء في روما.
روبيو وويتكوف يتوجهان إلى باريس
في الأثناء، يعتزم اثنان من كبار مساعدي الرئيس الأميركي إجراء محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس، خلال وقت تبحث الولايات المتحدة وأوروبا عن أرضية مشتركة لإنهاء حرب أوكرانيا وتجنب اندلاع صراع مع إيران.
ومن المتوقع أن يستمع وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف للمخاوف الأوروبية في شأن روسيا، ضمن مساعي الولايات المتحدة إلى ترتيب وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بعد ثلاثة أعوام من هجوم روسيا على جارتها.
وتأتي الزيارة وسط تزايد إحباط ترمب تجاه روسيا وأوكرانيا بسبب استمرار إراقة الدماء بينهما، إلى جانب تلويحه بإجراء عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وإلى جانب ماكرون، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن روبيو سيجتمع أيضاً ونظيره الفرنسي جان نويل بارو للنقاش حول أوكرانيا، وآفاق التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران وتطورات الشرق الأوسط.
ويعتزم ويتكوف التوجه إلى روما بعد غد السبت لعقد جولة ثانية من المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في شأن البرنامج النووي الإيراني.
عقوبات أميركية جديدة
فرضت الولايات المتحدة الأربعاء عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية، وتشمل شركة تكرير نفط صغيرة في الصين، إذ تسعى إدارة ترمب إلى تكثيف الضغط على طهران.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أن الإجراء سيزيد الضغط على مستوردي الخام الإيراني في الصين في إطار مساعي ترمب إلى استئناف سياسة "أقصى الضغوط" على طهران، بما في ذلك خفض صادراتها النفطية إلى الصفر.
وتتزامن الخطوة مع استئناف المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران وعقد محادثات في سلطنة عمان يوم السبت الماضي، ومن المتوقع عقد جولة ثانية في روما بداية الأسبوع المقبل.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس فرض عقوبات على واحدة من شركات التكرير الصغيرة المستقلة في الصين، واتهمتها بالضلوع في شراء نفط إيراني بقيمة تتجاوز مليار دولار.
وهذه هي ثاني شركة تكرير صينية مستقلة صغيرة تفرض إدارة ترمب عقوبات عليها حتى الآن.
لم تستهدف الولايات المتحدة في الماضي شركات تكرير النفط الصينية الصغيرة، ومن أسباب ذلك أن تعاملها محدود مع النظام المالي الأميركي، وتوقفت شركات النفط الصينية المملوكة للدولة عن شراء النفط الخام الإيراني خشية انتهاك العقوبات.
وفرضت واشنطن عقوبات إضافية على شركات عدة وناقلات قالت إنها مسؤولة عن تسهيل شحنات من النفط الإيراني إلى الصين، ضمن "أسطول الظل" التابع لطهران.
وطالب ليو بينجيو المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن الولايات المتحدة بالتوقف فوراً، عن "قمعها غير المبرر" للكيانات والأفراد الصينيين.
وقال في بيان "ستتخذ الصين الخطوات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد على طلبات للتعليق.
والصين أكبر مستورد للنفط الإيراني ولا تعترف بالعقوبات الأميركية، وأسست بكين وطهران نظاماً تجارياً يعتمد في معظمه على اليوان الصيني وشبكة من الوسطاء لتجنب التعامل بالدولار والانكشاف للجهات التنظيمية الأمريكية.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت في بيان "أية شركة تكرير أو شركة أخرى أو وسيط يختار شراء النفط الإيراني، أو تسهيل تجارة النفط الإيراني، يعرض نفسه لخطر جسيم".
وأضاف "الولايات المتحدة ملتزمة بتعطيل جميع الجهات التي تقدم الدعم لسلسلة توريد النفط الإيراني، التي يستخدمها النظام (في طهران) لدعم وكلائه الإرهابيين وشركائه".
وكالات
س ع
اضف تعليق