شهد البيت الأبيض تصاعداً في حدة التوتر بين رئيس إدارة كفاءة الحكومة الأميركية إيلون ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بعد مشادة علنية جرت بين الرجلين أمام الرئيس دونالد ترامب، في واقعة تعكس الانقسامات داخل الفريق الاقتصادي للإدارة الأميركية.
وبحسب ما نقله موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة، فقد بدأ الخلاف خلال نقاش حول دور مصلحة الضرائب الأميركية، قبل أن يتحول إلى مواجهة مباشرة بين الطرفين، حيث وقف ماسك وبيسنت وجهاً لوجه في مشهد وصفه المصدر بأنه "غير مألوف في محيط الرئيس".
وأشار مصدر مقرب من الإدارة إلى أن ماسك انفعل بشدة ورفع صوته أثناء النقاش، بينما رفض بيسنت "الاستجابة لهذا الأسلوب" وتمسك بموقفه بهدوء. وكشف مصدر آخر أن الخلاف الجوهري بين الطرفين يعود إلى اختلاف في منهجية الإصلاح الاقتصادي، إذ يفضّل ماسك نهجاً "أكثر تشدداً وجذرية"، بينما يدافع بيسنت عن خطة "متوازنة تراعي الاستقرار".
وشهد الاجتماع أيضاً حضور وزير التجارة هوارد لوتنك، الذي أبدى، بحسب المصادر، دعمه لوجهة نظر ماسك، ما يعكس اصطفافاً جديداً داخل الفريق الاقتصادي للبيت الأبيض.
في تعليق رسمي على الحادثة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب "يعتمد على فريق يتمتع بشغف كبير تجاه القضايا الوطنية"، معتبرة أن هذه الخلافات "جزء طبيعي من العملية السياسية"، وأكدت أن "جميع المسؤولين يدركون أنهم يعملون بتكليف مباشر من الرئيس".
وتأتي هذه الواقعة في سياق سلسلة من التوترات السابقة بين ماسك ومسؤولين في الإدارة، أبرزها حملته في نوفمبر الماضي على منصة "إكس"، التي دعا فيها إلى ترشيح لوتنك لخلافة بيسنت في وزارة الخزانة، متهماً الأخير بأنه يمثل "الخيار التقليدي"، في مقابل ما وصفه بـ"قدرة لوتنك على إحداث تغيير حقيقي".
كما سبق لماسك أن دخل في سجال علني مع كبير مستشاري التجارة بيتر نافارو، واصفاً إياه بـ"الأحمق"، على خلفية انتقاد الأخير لسياسات شركة تسلا.
وفي تطور متصل، أفادت تقارير إعلامية أن ماسك يستعد لتقليص مشاركته الرسمية مع الحكومة نهاية مايو المقبل، بانتهاء فترة تعيينه كموظف حكومي خاص، مع الإبقاء على إمكانية تقديم استشارات جزئية في مجال كفاءة الحكومة لبضعة أيام أسبوعياً.
م.ال
اضف تعليق