أطلق الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، تحذيراً شديد اللهجة بشأن مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة، معرباً عن قلقه من ما وصفه بـ"الاقتراب الخطير" من الحكم الاستبدادي، نتيجة السياسات والممارسات الراهنة في الحكومة الفيدرالية.

وخلال خطاب ألقاه في مدينة هارتفورد بولاية كونيتيكت، قال أوباما إن البلاد تشهد تراجعاً مقلقاً في الالتزام بالمبادئ الديمقراطية الليبرالية التي تأسست عليها الولايات المتحدة، موضحاً أن "الأسس التي قامت عليها ديمقراطيتنا منذ الحرب العالمية الثانية باتت مهددة من قبل من هم في مواقع السلطة حالياً".

وأضاف الرئيس الأسبق: "ما نراه اليوم هو انجراف نحو نظام لا يمت بصلة للديمقراطية الأمريكية، بل يتشابه أكثر مع النماذج الاستبدادية، كما هو الحال في هنغاريا بقيادة فيكتور أوربان"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لم تصل بعد إلى تلك المرحلة بشكل كامل، "لكننا أقرب مما يجب، ونخاطر بتطبيع هذا النمط من الحكم".

ودعا أوباما المسؤولين الحكوميين والمواطنين على حد سواء إلى اتخاذ موقف حازم، قائلاً: "نحن بحاجة إلى أن ينهض الناس، داخل الحكومة وخارجها، ليقولوا: لن نسقط عن تلك الحافة، لأن العودة منها ستكون صعبة للغاية".

ووصف أوباما المرحلة الحالية بأنها اختبار حقيقي للولاء للمبادئ الدستورية، مؤكداً أن "الالتزام الحقيقي لا يُقاس في الأوقات السهلة، بل عندما يكون الدفاع عن الديمقراطية صعباً وغير شائع".

وجاءت تصريحاته بعد يوم واحد فقط من عرض عسكري مثير للجدل أقامته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بلغت كلفته 45 مليون دولار، في حين شهدت جميع الولايات الأميركية الخمسين مظاهرات احتجاجية تحت شعار "لا ملوك" (No Kings)، شارك فيها قرابة 2000 شخص، اعتراضاً على سياسات ترامب، خصوصاً تلك المتعلقة بالهجرة والسلطة التنفيذية.

تصريحات أوباما تعكس تصاعد المخاوف داخل الأوساط السياسية والمدنية الأميركية من احتمالات التآكل التدريجي لقيم الحكم الديمقراطي، في ظل تصاعد الخطاب الشعبوي وتحديات الاستقطاب السياسي الحاد.

المصدر: HuffPost

م.ال

اضف تعليق