حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) من أنّ العالم سيُضطر إلى التكيّف مع موجات حر حادّة ومتزايدة، مؤكدة أنّ تغيّر المناخ الناجم عن النشاط البشري يجعل درجات الحرارة القصوى أكثر تواتراً وشدّة.

يأتي التحذير فيما تشهد أجزاء واسعة من أوروبا موجة حر مبكرة مطلع فصل الصيف، مع إطلاق تنبيهات في البرتغال واليونان وكرواتيا وصولاً إلى ألمانيا والنمسا وسويسرا.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة، كلير نوليس، في مؤتمر صحافي بجنيف، إنّ شهر تموز/يوليو كان تقليدياً الأكثر حرارة في نصف الكرة الشمالي، إلا أن تسجيل موجات حر شديدة في حزيران يبقى «استثنائياً» رغم أنه ليس غير مسبوق.

ووصفت نوليس موجات الحر بأنها "القاتل الصامت" نظراً لغياب الإحصاءات التي تعكس كامل عدد الوفيات مقارنة بظواهر مناخية أخرى أكثر وضوحاً كالأعاصير.

وأوضحت، أنّ نظام ضغط جوي مرتفع يَحبس هواءً ساخناً مصدره شمال إفريقيا فوق أوروبا، بينما تسهم درجات حرارة سطح البحر "الاستثنائية" في المتوسط في تعزيز الحر على اليابسة، مشيرةً إلى أنّ البحر يمرّ حالياً "بموجة حر بحرية شديدة".

ودعت المنظمة إلى تفعيل التحذيرات المبكرة وخطط العمل المنسّقة، لافتةً إلى امتلاك العالم "المعرفة والأدوات لإنقاذ الأرواح".

من جانبه، حشد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فرقه لتوزيع المياه ومساعدة المجموعات الأكثر عرضة للخطر، مؤكداً أنّ "المعرفة والاستعداد تُحدثان فارقاً" في مواجهة الحرارة الشديدة.

وتوقعت الأرصاد العالمية أن يشهد المستقبل "المزيد مما نراه الآن، بل أسوأ"، ما يتطلّب من الدول والمجتمعات التكيّف مع نمط مناخي جديد تتكرر فيه موجات الحر بوتيرة عالية، مع تداعيات صحية واقتصادية متنامية.

م.ال

اضف تعليق