قال رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" عبد الباري عطوان إن السعودية قد تدفع تعويضات مالية ضخمة جداً للولايات المتحدة جراء عملية "الابتزاز الأميركي" نتيجة تورط الرياض بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001م.
وقال عطوان في مقال نشر اليوم الجمعة، أن "المبالغ التي يمكن أن تدفعها المملكة في حال نجاح عملية الابتزاز الأميركية هذه، ويقودها الكونغرس، ضخمة جداً، وهناك تقديرات أولية تقول بأنها قد تصل إلى 3.3 ترليون دولار، بمعنى آخر أنها لن تتوقف عند تعويض أسر الضحايا، وإنما قد تصل إلى خسائر افتراضية مادية ومعنوية ونفسية أيضاً".
وقال: "عمدة نيويورك وحده، يقدر خسائر ولايته بحوالي 95 مليار دولار، وعلينا أن نضع في حسابنا خسائر شركات الطيران، وربما حروب أميركا في العراق وأفغانستان، وتكاليفها التي جاءت كرد فعل على هجمات سبتمبر".
ورأى عطوان أن إصدار الكونغرس الأميركي ما يسمى بقانون "العدالة ضد الارهاب" الذي يجيز لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول بمقاضاة دول مثل السعودية، ومطالبتها بتعويضات مالية ضخمة، "يؤكد أمراً مهما يجب التوقف عنده باهتمام، وهو أن المملكة السعودية، وربما العرب جميعاً، لم يعودوا حلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة الأميركية".
وأشار عطوان إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما "أشار مبكراً إلى هذا التحول في سياسة بلاده تجاه المملكة في حديثه المطول إلى مجلة “أتلانتيك” عندما قال ما معناه، أن على المسؤولين السعوديين أن يدركوا إن مرحلة الركوب المجاني على ظهر الولايات المتحدة، وخوض الحروب نيابة عنهم قد انتهى، وأن الأخطار الداخلية التي تواجهها المملكة هي الأكثر تهديداً لها، وليس الخطر الإيراني الخارجي".
واعتبر أن "المشكلة الأكبر التي تواجه السعودية في عملية الابتزاز الامريكية تتمثل في حروبها في سوريا واليمن والعراق، وتخلي حلفائها عنها في اللحظة الحرجة، فتركيا اختارت المصالحة مع روسيا، وتتفاوض سراً مع الحكومة السورية، وقطر، وعلى لسان أميرها، طالبت بالحوار مع إيران لحل المشاكل مع دول الخليج، وسلطنة عُمان نأت بنفسها عن حروبها، أي المملكة، في اليمن وسوريا وإيران، وباكستان لم تدعم المملكة إلا بالكلام والبيانات الصحافية، وصوت برلمانها بالإجماع على عدم التدخل عسكريا في اليمن".
وعلّق عطوان على الموقف الأخير للمفتي السعودي عبدالعزيز آل الشيخ بالقول: "المفارقة إنه في الوقت الذي تحاول فيه المملكة تحسين صورتها في أميركا والغرب عموماً، يخرج مفتيها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بتصريحات تنسف كل هذه الجهود، وبالتأكيد على أنها لم تتغير مطلقاً، وأن الفكر الوهابي في ذروته عندما يُخرج إيران ومئات الملايين من الشيعة وفروعها من ملة الإسلام". انتهى/خ.
اضف تعليق