صدمت صورة بائع السمك القتيل محسن فكري في مطحنة شاحنة نقل النفايات في مدينة الحُسيمة شمال المغرب كل من رآها. القتيل في بداية العقد الثالث من عمره حاول على ما يبدو انتشال أسماكه من شاحنة نقل النفايات بعد أن صادرتها عناصر شرطة في مدينة الحُسيمة لإتلافها.
وبعد مقتله شارك الآلاف أمس الأحد (30 تشرين أول/ أكتوبر) في دفن فكري، ثُم تجمعوا مجددا مساء في وسط الحُسيمة للتظاهر، في مسيرة رفعت فيها شعارات تعكس الهوية الأمازيغية والإرث الثوري للمنطقة، وهتف المتظاهرون ضد "الحكرة" (التعسف) معبرين عن الغضب إزاء "القتلة"، حسبما نقلت مصادر خبرية ومواقع تواصل اجتماعية.
مشهد التظاهر لم يفاجئ المتابعين في المغرب، فمدينة الحُسيمة معروفة بإرث قديم، سواء ضد الاستعمار الإسباني أو حتى ما عرف بانتفاضة الريف (1958 -1959)، غير أن توقيت الحدث ومكانه لهما تبعات كثيرة، فالموقع له خصوصية تاريخية، كما يقول الصحفي رشيد البلغيتي "منطقة الريف بشكل عام معروفة بأنها منطقة متضامنة، ولديها إحساس تاريخي بالظلم، منذ حادث عام 1959 حيث تعرض السكان للتنكيل من طرف السلطات المركزية. هذه المنطقة لديها إحساس جماعي بحالة الحيف والظلم. واحتقار ومس بكرامتها بشكل دائم".
ويرى الصحفي البلغيتي أن ما كان مفاجئاً حقاً هو حجم المتضامنين في مدن أخرى، كالرباط، التي خطط فيها المحتجون "للوقوف أمام البرلمان، فإذا بالوقفة التي كان ينتظر فيها حضور المئات تحولت إلى مسيرة فيها الآلاف. انتهى/خ.
اضف تعليق