لقي عشرون شخصا على الأقل مصرعهم إثر انفجار انتحاري تم تنفيذه باستخدام شاحنة مفخخة قرب مرفأ العاصمة الصومالية مقديشو، وأعلنت "حركة الشباب الوهابية" المتطرفة مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إن الهدف كان ثكنة عسكرية قرب مدخل الميناء، وإن ثلاثين شخصا قتلوا في الانفجار.
وقال الضابط في الشرطة المحلية إبراهيم محمد إن "الحصيلة التي لدينا حاليا تشير إلى مقتل أكثر من عشرين شخصا معظمهم من المدنيين في الانفجار".
وأضاف أن حصيلة الضحايا يمكن أن ترتفع بسبب نقل قتلى وجرحى إلى عدد من مستشفيات المدينة. ولم يعرف عدد الذين كانوا في المكان عند حدوث التفجير.
وقال عبد القادر عبد الرحمن آدم رئيس إدارة الإسعاف "نقلنا 48 جريحا" إلى المستشفى. وأضاف أن "الانتحاري استهدف قطاعا يعج بالمدنيين والحمالين والتجار الصغار".
وأكد ناطق باسم إدارة المدينة عبد الفتاح عمر حلان أن حصيلة الضحايا تبلغ عشرة قتلى فقط موضحا أنه فتح تحقيق في الهجوم.
وتبنت حركة الشباب الإسلامية الصومالية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" الهجوم على حسابها على تطبيق تلغرام. وقال بيان الشباب إن الهدف هو قاعدة عسكرية تقع عند مدخل المرفأ، مؤكدة أن الهجوم أدى إلى سقوط "حوالى ثلاثين قتيلا".
"لا مثيل للدمار"
وقع الهجوم عند مدخل مرفأ مقديشو التجاري الذي يشهد نشاطا مستمرا. وقال عبد الكريم عثمان الذي يقيم في المنطقة "لم أر دمارا مثل الذي أحدثه هذا الانفجار".
وغرقت الصومال في الفوضى والحرب الأهلية منذ سقوط نظام الرئيس سياد باري في 1991. ويتعين عليها مواجهة متمردي "حركة الشباب الإسلامية" الذين أقسموا على الإطاحة بالسلطات الضعيفة في مقديشو والمدعومة من المجموعة الدولية.
وتخوض "حركة الشباب" التي بايعت تنظيم "القاعدة"، معارك للإطاحة بالحكومة المدعومة من الأسرة الدولية ومن قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم). وقد خسرت السيطرة على العاصمة عام 2011 قبل أن تخسر معاقل أخرى.
ورغم هذه الخسائر، حذرت الأمم المتحدة من أن المتمردين السلفيين لا يزالون قادرين على شن هجمات واسعة النطاق رغم مزاعم بأن الحركة ضعفت بعد مقتل ثلاثة على الأقل من كبار قادتها في سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار.
وأفادت في تقرير مطلع تشرين الثاني/نوفمبر أن تنظيم "الشباب المجاهدين" الإسلامي المتطرف يبقى التهديد الرئيسي في الصومال في ظل جيش وطني غير ناجع وفاسد، ويملك قدرات على ارتكاب اعتداءات كبيرة في المنطقة.
ويأتي هذا الهجوم الجديد لحركة الشباب بينما تشهد الصومال انتخابات نيابية جارية منذ تشرين الأول/أكتوبر وتستعد لانتخابات رئاسية حدد كبار الزعماء السياسيين موعدها في 28 كانون الأول/ديسمبر بعد إرجائها أربع مرات. ومن المتوقع انتخاب رئيسين لمجلس الأعيان والنواب في 22 كانون الأول/ديسمبر.
وكان يفترض أن ينتخب أعضاء مجلس الأعيان والنواب رئيسا للبلاد في آب/أغسطس، لكن الموعد أرجىء إلى 10 أيلول/سبتمبر، ثم إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر، ثم إلى 30 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويشارك 14 ألف صومالي فقط في انتخاب 275 نائبا خلال عملية تمتد بضعة أسابيع. وهؤلاء النواب مع 54 من أعضاء مجلس الأعيان تختارهم حكومات الولايات الاتحادية، سيختارون الرئيس.
وكان الصوماليون وعدوا بالانتخاب المباشر. لكن هذا الالتزام سقط في 2015 بسبب صراعات داخلية ومراوغات سياسية ترافقت مع اضطراب أمني مزمن ناجم في المقام الأول عن "حركة الشباب الإسلامية" التي تسيطر على مناطق ريفية شاسعة. انتهى/خ.
اضف تعليق