ذكرت صحيفة "USA TODAY" أن البنتاغون أنفق على تنفيذ برنامج تدريب "المعارضة" في سوريا الذي تخلى عنه الشهر الماضي، 384 مليون دولار، أي مليوني دولار لكل مقاتل.
وذكرت الصحيفة أن إحصاءاتها هذه تعتمد على مقابلات أجرتها مع مسؤولين وبيانات متعلقة بنفقات البنتاغون، تمكنت من الاطلاع عليها.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن البنتاغون خصص في عام 2015 مبلغا قدره 501 مليون دولار لتمويل جهودها الرامية إلى تدريب وتجهيز 3 آلاف مقاتل سينضمون إلى "القوات السورية الجديدة"، وتعهد بزيادة وتائر برنامج التدريب في السنوات القادمة ليتم تخريج 5 آلاف مقاتل سنويا، وذلك بغية محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتم تعليق البرنامج، في الوقت الذي بلغت فيه نفقاته 384 مليون دولار, ومازال 145 مقاتلا سوريا من أصل 180 مقاتلا، يشاركون في البرنامج (أي يواصلون التدريب، دون أن يتم إشراك مقاتلين جدد في البرنامج)، ومنهم 95 متواجدون في سوريا حاليا.
وأضافت الصحيفة أن قاعدتي تدريب من أصل 4 قواعد جهزها البنتاغون في المنطقة لأغراض برنامجه التدريبي، لم تستقبل مقاتلا سوريا واحدا قط.
ولا يوافق البنتاغون على مثل هذا التقييم لنفقاته، ويصر على أن تكلفة تدريب كل مقاتل لم تتجاوز 30 ألف دولار، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من المبلغ المذكور (384 مليون دولار) تم إنفاقه على شراء الأسلحة والأجهزة والعتاد، والتي مازال قسط منها في مخازن تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، فيما تم تسليم جزء من العتاد المخصص للمشاركين في البرنامج الأمريكي، لقوى أخرى تحارب تنظيم "داعش" على الأرض.
وقالت إيليسا سميث الناطقة باسم البنتاغون في معرض تعليقها على أسئلة "USA TODAY" أنه "لا يجوز النظر في استثماراتها في تدريب وتجهيز المقاتلين السوريين انطلاقا من الاعتبارات المالية فقط".
وتظهر بيانات البنتاغون الخاصة بخططه لإنفاق المبلغ 501 مليون دولار والذي خصصه لبرنامج التدريب في سوريا، أنه كان من شأن عشرات ملايين الدولارات أن توجه لإنشاء مراكز التدريب التي لم تستخدم في نهاية المطاف لأغراض التدريب إلا في حالات نادرة، بالإضافة إلى نفقات نقل المشاركين في البرنامج على متن الطائرات من أماكن إقامتهم إلى مواقع التدريب وإلى ميادين القتال.
كما تم تخصيص مبلغا قدره 47 مليون دولار لـ"الخدمات" دون أن يوضح البنتاغون طبيعة هذه الخدمات في الوثائق المتعلقة بالتخطيط للنفقات.
وفي نهاية المطاف، شمل البرنامج أقل من مئتي مقاتل, وفي سبتمبر/أيلول الماضي، سلم فريق من المقاتلين السوريين الذين تدربوا في إطار البرنامج الأمريكي، ربع الأسلحة التي حصلوا عليها من واشنطن إلى جبهة النصرة، مقابل حق المرور بأراضي خاضعة لسيطرتها.
وفي الشهر الماضي، أعلن البنتاغون تعليق برنامجه، مشيرا إلى أنه لم يحقق النتائج المرجوة، وبدلا من ذلك أعلن مسؤولون أمريكيون أن واشنطن ستركز على مساعدة الفصائل التي تحارب "داعش" على الأرض.
اضف تعليق