واصلت إيران رفض مطالب الولايات المتحدة بالتغيير الشامل في سياستها الخارجية وبرنامجها النووي فيما رفضت دمشق، حليفة طهران، مطالب واشنطن بانسحاب القوات الإيرانية من سوريا.
وقالت فرنسا، وهي واحدة من عدة قوى أوروبية استاءت من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرم عام 2015، إن أسلوب واشنطن في فرض مزيد من العقوبات على طهران سيعزز موقف المتشددين المهيمنين في البلاد.
وهدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الاثنين إيران ”بأقوى عقوبات في التاريخ“ إذا لم تحجم نفوذها الإقليمي، متهما طهران بدعم الجماعات المسلحة في دول مثل سوريا ولبنان واليمن.
وكان بومبيو يتحدث بعد أسبوعين من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران والذي رفعت بموجبه العقوبات عن طهران مقابل كبح برنامجها النووي. وترى القوى الأوروبية أن الاتفاق هو أفضل فرصة لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بومبيو كرر مزاعم قديمة ضد طهران ”فقط بنبرة أقوى وأقل تهذيبا“.
وقال للتلفزيون الحكومي ”السيد بومبيو ومسؤولون أمريكيون آخرون في الإدارة الحالية أسرى لأوهامهم الخاطئة وسجناء ماضيهم وأصبحوا رهائن لجماعات الضغط الفاسدة.“
وقال رئيس أركان الجيش الإيراني الميجر جنرال محمد باقري إن إيران لن ترضخ لضغوط واشنطن للحد من أنشطتها العسكرية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية عنه قوله ”هذا العدو (الولايات المتحدة) لا يملك الشجاعة للمواجهة العسكرية ولخوض حرب وجها لوجه مع إيران لكنه يحاول وضع ضغوط اقتصادية ونفسية على الأمة الإيرانية.“
في دمشق، رفض نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فكرة انسحاب القوات الإيرانية.
وفي الصراع السوري المستمر منذ سبع سنوات، قدمت إيران دعما حيويا لجيش حكومة الرئيس بشار الأسد. وساعدت قواتها والفصائل التي تدعمها في المنطقة بما في ذلك حزب الله اللبناني دمشق على استعادة السيطرة على المدن الكبرى من المتشددين ومقاتلي المعارضة.
ونقلت قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية عن المقداد قوله ”انسحاب أو بقاء القوات الإيرانية أو حزب الله من سوريا غير مطروح للنقاش لأنه شأن يخص الحكومة السورية“.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بروكسل يوم 15 مايو أيار 2018. تصوير: إيف هيرمان - رويترز
وفي باريس ، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي وتطبيق استراتيجية صارمة ضد طهران من شأنه أن يعزز المتشددين في إيران ويعرض المنطقة للخطر.
وقال لو دريان لراديو فرانس إنتر ”نختلف مع هذا الأسلوب لأن هذه المجموعة من العقوبات التي ستُفرض على إيران لن تتيح مجالا للحوار بل على النقيض ستعزز المتشددين وستضعف الرئيس (حسن) روحاني. هذا الموقف قد يعرض المنطقة لمزيد من الخطر“.
وذكر أن باريس سوف تستمر في تنفيذ الاتفاق حتى لو اتفقت مع الولايات المتحدة على ضرورة الحد من نشاط الصواريخ الباليستية الإيرانية وطموحات الهيمنة الإقليمية.
وقال إن باريس تشاطر واشنطن قلقها بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية والطموحات الإقليمية لكن الاتفاق النووي لعام 2015 كان أفضل فرصة لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية.
وسيجتمع نواب وزراء خارجية الأطراف الباقية في الاتفاق وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا مع نظيرهم الايراني يوم الجمعة في فيينا.
وسيقيم الاجتماع ما يمكن عمله للحفاظ على الاتفاق والتحايل على العقوبات الأمريكية التي تتجاوز الحدود الإقليمية والتي تؤثر على رغبة الشركات الأجنبية في التعامل مع إيران. انتهى/خ.
مصدر الخبر: رويترز
اضف تعليق