لفقت السلطات في أوكرانيا جريمة قتل وهمية لصحفي روسي معارض في كييف، في ما قالت إنه محاولة لإحباط مؤامرة اغتيال روسية.
وظهر الصحفي الروسي أركادي بابتشينكو في مؤتمر صحفي اليوم الاربعاء، في كييف، بعد يوم من انتشار أنباء مقتله على نطاق واسع.
وقال رئيس الأمن في أوكرانيا، فاسيل هيرتساك، في المؤتمر الصحفي إن حادثة القتل لفقت لكشف مرتزقة استأجرتهم القوات الروسية.
وأعلنت الشرطة القبض على شخص واحد لصلته بالعملية.
وقالت زوجة بابتشينكو إنها عثرت على زوجها وبظهره آثار طلقات نارية أمام مسكنهما. وأفادت تقارير بأنه مات في سيارة الإسعاف في الطريق إلى المستشفى.
وفي المؤتمر الصحفي، شكر بابتشينكو قوات الأمن على إنقاذ حياته، قائلا إنه لم يملك خيارا آخر سوى لعب دور في العملية.
وأضاف "لقد دفنت الكثير من الأصدقاء والزملاء. أنا آسف لاضطراركم للمرور بهذه التجربة. لم يكن هناك سبيل آخر".
وقال بابتشينكو إنه علم منذ شهر بخطة روسية مزعومة لاغتياله. وخلال شهر، ظل على اتصال مستمر بأجهزة الأمن الأوكرانية.
أما هيرتساك فقال إن العملية بدأت بعدما علمت أجهزة الأمن بالخطة لقتل بابتشينكو.
وذكر أن قوات الأمن الروسية جندت مواطنا أوكرانياً للعثور على قاتل مستأجر في أوكرانيا. وقال إن هذا المواطن حاول إقناع عدد من معارفه، وبينهم عسكريون سابقون، وعرض عليهم 30 ألف دولار لتنفيذ العملية. وأبلغ أحد هؤلاء أجهزة الأمن بالأمر.
ولم يتضح على الفور إن كان الصحفي قد أخبر زوجته بأنه سيتم تلفيق حادث لاغتياله.
وقال في المؤتمر الصحفي "أقدم اعتذاري الخاص لزوجتي".
من جهتها أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا عبرت فيه عن سعادتها لنبأ بقاء الصحفي على قيد الحياة.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، إن تلفيق الحادثة كان من أجل "التأثير الدعائي"، بحسب ما أوردته وكالة إنترفاكس.
ولا تزال علاقات روسيا وأوكرانيا متوترة في أعقاب ضم روسيا لمنطقة القرم في 2014، واستيلاء قوات موالية لها على أجزاء من شرق أوكرانيا.
من هو بابتشينكو؟
طلب بابتشينكو للتجنيد في الجيش الروسي، وهو يدرس القانون في موسكو وهو في سن 18، وخدم خلال الحرب في الشيشان فيما بين 1994 و2000.
وسجل في مذكراته التي كان عنوانها "حرب جندي واحد" تجاربه في الصراع الذي قتل فيه عشرات الآلاف من الجانبين.
ثم أصبح بعد ذلك صحفيا، وعمل في عدد من وسائل الإعلام المختلفة.
ويعرف بانتقاداته للكرملين، وترشح في انتخابات غير رسمية نظمتها المعارضة في 2012، واستنكر ما تفعله روسيا في سوريا وشرق أوكرانيا.
وكتب بابتشينكو في فيسبوك في 2016 منشورا بالروسية عن تحطم طائرة نقل من طراز تي-154، سقطت في البحر الأسود بينما كان على متنها فرقة كورال الجيش الأحمر في طريقها إلى سوريا.
وقال إن هذا المنشور الذي وصف فيه روسيا بالـ"معتدي"، أدى إلى تسلمه بعض التهديدات بالقتل، وبعض الإساءات من الدولة.
وكتب في صحيفة الغارديان البريطانية يقول إن هذا دفعه إلى ترك "بلد لم أعد أشعر فيه بالأمان".
وكانت أول محطة له في براغ، ثم توجه فيما بعد إلى العاصمة الأوكرانية.
وعمل في كييف مقدم برامج في محطة إيه تي آر الأوكرانية، باعتبار خبرته مراسلا حربيا سابقا. انتهى/خ.
اضف تعليق