منذ تولّيه الرئاسة الأميركية، ارتفعت المطالبات بحظر دونالد ترمب من استعمال موقع تويتر، بسبب الألفاظ التي يستخدمها في تغريداته والعنف الذي تتصمّنه. لكن ذلك لن يحدث، على الأقل خلال فترة تولِّيه الحُكم.
أحدث تغريداته، والتي وُصفت بـ "شديدة اللهجة"، نشرها في وقتٍ متأخر من يوم الأحد 22 يوليو/تموز 2018 يحذّر فيها إيران من "عواقب لم يعانِ منها أحدٌ على مرِّ التاريخ". إذاً… ترمب يهدِّد، والتهديد يتسبَّب في حظر مُستخدمه من النشر مجدداً على تويتر، فكيف إن كان الشخص يهدِّد بالتدمير النووي لبلدٍ بأكمله؟!
تنصُّ سياسة تويتر على أنَّ استخدام العنف في التغريدات، أو التهديد، يؤدّيان إلى حظر مستخدمهما. وعلى سبيل المثال، إذا غرَّد أحدهم مهدِّداً بقتل جاره من خلال استخدام بندقية صيد، يمكن حظره بسهولة لانتهاكه سياسات تويتر العامة.
لكن ذلك لن يحدث إذا كنتَ ترمب، أو زعيماً عالمياً آخر، والسبب أن تويتر يتعامل مع ترمب بشكلٍ مختلف عن المُستخدم "العادي". فقد نشر الموقع في شهر يناير/كانون الثاني الماضي تدوينةً، أعلن فيها تغيُّر سياسته نوعاً ما، مُشيراً إلى أن "حجب قائدٍ عالمي من تويتر، وإزالة تغريداته المثيرة للجدل، من شأنه إخفاء معلوماتٍ مهمة ينبغي على الناس معرفتها والنقاش حولها".
وجهة نظر تويتر هي أنَّ الإبقاء على تغريدات الشخصيات السياسية المثيرة للجدل يشجّع النقاش ويساعد في مساءلة الزعماء. وتقول الشركة إنَّ هذه التعليقات يمكن أن تحدث، إما في العلن أو على تويتر أو خلف الأبواب المغلقة.
التدوينة، التي نُشرت بعد مرور عامٍ على تولّيه الرئاسة الأميركية، لم تُشرْ إلى ترمب. لكنَّها ردٌّ واضح على دعوات حذفه من تويتر، من قِبَلِ المستخدمين والناشطين الليبراليين والكُتَّاب، حتى قبل أن يصبح رئيساً. وتشير الانتقادات إلى أنَّ تويتر يُبقي على ترمب، فقط باعتباره أشهر مُغَّرِّدٍ في العالم يُرَوّج للموقع. رغم أن سياسة تويتر واضحة في هذا الإطار أيضاً: "حساب شخصٍ واحد لا يدفع الموقع إلى الازدهار، أو يؤثر على سياسته. نحن نعمل بجدّ، من أجل أن نبقى نُزَهاء ونأخذ المصلحة العامة في الاعتبار".
ماذا عن المستخدمين العاديين؟
يحظر تويتر "تهديدات محدّدة بالعنف، أو الرغبة في إلحاق الأذى الجسدي الخطير، أو الموت، أو المرض لفردٍ أو مجموعة من الناس". ويمنع المستخدمين كذلك من الانضمام إلى المنظّمات التي "تستخدم أو تشجّع على العنف ضدّ المدنيين لخدمة قضاياهم".
هذه السياسة من شأنها جزئياً أن تُبعِد ما يسميه تويتر "الجماعات المتطرّفة"، خارج نطاق خدمته، ويُعرِّفهم بأنَّهم "جماعات تؤيّد العنف للنهوض بقضيتهم"؛ تماماً مثلما حصل في شهر حزيران/يونيو الماضي مع حساب الإعلام الحربي، التابع لحزب الله، والذي قام الموقع بحظره.
ورغم أن هناك استثناءً كبيراً: "لا تنطبق سياسة الحظر على الكيانات العسكرية أو الحكومية"، إلا أن الإعلام الحربي تابعٌ لحزبٍ وُضع على قائمة الإرهاب العالمي. وفي هذا الإطار، يُعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب كياناً حكومياً؛ وبوصفه القائد الأعلى، فهو كيانٌ عسكري أيضاً. لذلك، وبحسب تويتر، فإنَّ تهديده بالهجوم النووي على إيران لن يؤدّي إلى حذف حسابه من الموقع.
وهذا يقودنا إلى تساؤلٍ آخر: هل هناك أيُّ تغريدةٍ يمكن أن ينشرها ترمب، من شأنها أن تؤدّي إلى حظره عن تويتر؟! الأمر غير واضح حتى الساعة، ولكن حظره غير محتمل قريباً. لم يذكر تويتر ما إذا كان قد حَذَفَ أيَّ تغريدةٍ للرئيس، ويبدو – بحسب المراقبين – أنَّه لم يفعل ذلك. وفي حين تقول إدارة الموقع إنَّها تقوم بمراجعة التغريدات، التي ينشرها قادة العالم، في إطار سياقها السياسي و "تُطبِّق قواعدها وفقاً لذلك"؛ فإنَّ هذا من شأنه أن يترك مجالاً كبيراً للتأويل، وعلى الأرجح كما يريد الموقع. انتهى/خ.
اضف تعليق