يشهد العالم بصورة شبه يومية احتجاجات وتظاهرات واعتصامات تختلف مسببات اندلاع شرارتها الأولى، فيما تتوحد في معظمها مطالب المحتجين الغاضبين فيها على لوم أداء الحكومة، او المتصدين للعمل السياسي حول تردي الواقع الخدمي، او انتشار الفساد في مفاصل الدولة، او هدر المال العام، او الدكتاتورية والقمع، وصولاً الى التمييز العنصري او الديني او العرقي الممارس ضد أبناء البلد الواحد، وحتى الاعتراض على الأداء الحكومي على المستوى الخارجي والذي قد يجر على الدولة وشعبها ويلات الحروب او الحصار او العقوبات الدولية القاسية.
وفي هذا السياق قال الباحث في الفكر الإسلامي الشيخ مرتضى معاش، ان "الفساد مستشرٍ في عمق هذه الدول مع وجود طبقة كبيرة من الفاسدين تحولت الى خلايا سرطانية في هذه الدول، ينهبون ويدمرون الدولة من جذورها، وهم من يطلق عليهم مصطلح (الدولة العميقة)".
وأضاف: "في المقابل لا تقوم الحكومة بمكافحة هؤلاء بل العكس، ففي كثير من الأحيان تقوم بعملية التغطية على الفساد من خلال صناعة عدو خارجي او اللجوء الى الحلول الترقيعية في معالجة قضايا الفساد الرئيسية، وبالتالي فان تضخم هذا الفساد يؤدي الى انتاج الكوارث والى تعقد الازمات، فما دامت هذه الدول غير جادة في محاربة الفساد، لا يمكن حل المشكلات والازمات التي تعصف بوجودها".
ويرى الشيخ مرتضى معاش ان، "هذه الاحتجاجات المطلبية التي جرت في عدد من الدول (ومنها العراق) يدور امرها حول قضايا الاقتصاد والبطالة والشباب، خصوصاً وان اغلب المشاركين في هذه الاحتجاجات هم من الشباب، التي تعتبر الفئة الأكبر في هذه المجتمعات، وهي تعاني بشدة، وقلقة في رؤيتها لانعدام المستقبل، مع عدم وجود فرص او تكافؤ للفرص (ان وجدت)، مع ضيق لمساحة التفكير في بناء الحياة للإنسان".
واشار الشيخ معاش الى ان "ما نلاحظه اليوم ايضاً، وعلى مستوى التدخل الخارجي، فان دور صندوق النقد الدولي وعلاقته بالدول كأنموذج لعمليات الإصلاح الاقتصادي، لم تساهم تدخلاته في الدول بحل هذه القضايا والقيام بعملية اصلاح حقيقي، وانما قيامه بعملية فرض أفكاره الخاصة من دون النظر الى هذه المطالب التي يمكن ان تساهم في حل قضايا الناس". انتهى/خ.
نجلاء جواد
اضف تعليق