كشفت وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون"، اليوم السبت، ان تنظيم داعش ما زال بإمكانه إعادة تنظيم صفوفه، مشيرة الى ان عدد مقاتليه الذين ما زالوا في العراق يتراوح بين 15 الى 17 الف ارهابي.
وقالت وزارة الدفاع الامريكية في تقرير لها ان "تنظيم داعش لا زال في وضع يسمح له بالعودة، وعدد عناصره يكاد يعادل عدد المسلحين المنتمين للتنظيم في أوجه قوته".
ويبدو أنّ تنظيم داعش لم يُهزم كما سبق وادعى الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فخلال الأشهر الثمانية الماضية، روج ترامب مراراً وتكراراً لنجاح إدارته في هزيمة التنظيم وتدمير ما يسمى بـ"دولة الخلافة" في العراق وسوريا.
وقد غرّد ترامب على موقع "تويتر" قبل مدة قائلا ان "الولايات المتحدة، تحت إدارتي، قامت بعمل عظيم في تخليص المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية. أين شكرا أميركا؟".
ومع ذلك يضيف ان الخبراء تنظيم داعش "لا يزال قوياً بشكل يثير القل".
وقال المتحدث باسم البنتاغون شين روبرتسون إن "تنظيم داعش في وضع جيد لإعادة بناء نفسه والعمل على إحياء دولة الخلافة من جديد".
ومن المحتمل أن التنظيم لا يزال أكثر قدرة من تنظيم القاعدة في العراق في ذروته بين 2006_2007، عندما أعلنت الجماعة عن ولائها للتنظيم وعملت تحت اسم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
وأضاف ان "لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدًا".
وتأتي تصريحات المتحدث العسكري الأمريكي بعد التحذيرات التي أطلقها زملاؤه. حيث دق عدد من كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية ناقوس الخطر في الآونة الأخيرة مشددين على أنّ داعش أقوى بكثير مما كانت الدول تعتقد في السابق.
وترى بعض البيانات التي اعتمد عليها تقرير البنتاغون أنّ بين 15 ألف و17 ألف مقاتل لا يزالون في العراق، بالإضافة إلى أن هناك حوالي 14 ألف مقاتل في سوريا، بينهم 4 آلاف إلى 6 آلاف في المناطق التي تخوض فيها قوات التحالف الدولي معارك ضدهم.
وتورد التقارير التي استقت معلوماتها من تقرير البنتاغون، أنّ الهزيمة قرب الحدود السورية تركت فقط ثلاث مناطق تحت سيطرة التنظيم، أي نسبة 5% من الأراضي السورية، واحدة في الصحراء شرق سوريا، حيث احتوت المنطقة القوات الموالية للنظام، وثانية صغيرة في جبل الدروز قرب مدينة السويداء، التي تعرضت لهجوم مفاجئ الشهر الماضي.
أما الثالثة فهي منطقة صغيرة قرب نهر الفرات قرب الحدود العراقية، التي يجتازها المقاتلون على ما يبدو لتعزيزها. وفي هذه المنطقة يقوم داعش بمواجهة قوات الجيش السوري في غرب الفرات والقوات الكردية التي تدعمهما قوات التحالف في الشرق.
وبالتالي فرغم الهزيمة العسكرية الشاملة التي مني بها تنظيم داعش، إلا أنه ما زال قويا، فقد أعاد بناء نفسه كشبكة إرهابية رئيسية للمتطرفين الإسلاميين في كل بقاع العالم، بحسب التقرير.
ومنذ ثلاثة أعوام كان التنظيم في أوج قوته حيث كان يسيطر على مساحة تعادل مساحة بريطانيا وكان البنتاغون يقدر عدد المسلحين التابعين له بنحو 33 ألف مسلح.
ولكن المساحة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف تقلصت إلى جيبين في المناطق الحدودية في سوريا، بعد أن تم إبعاده من الموصل والرقة وكل المدن التي كان يسيطر عليها في السابق.
وحسب تقرير البنتاغون، فإن عدد الذين يتعهدون بالولاء والقتال لصالح التنظيم في سوريا والعراق ما زال مماثلا لعدد المسلحين التابعين له في العام 2015، وهذه التقديرات لا تشمل التنظيمات الموالية لداعش في أفغانستان وشمال افريقيا وجنوب شرقي آسيا.
وتشير بعض الوسائل الإعلامية إلى أنّ الخطر المنتظر في أوروبا من عودة المسلحين الذين كانوا يقاتلون مع التنظيم في سوريا والعراق لم يتحقق حتى الآن. ولكن مواقع الإنترنت التابعة لتنظيم الدولة تعلن مسؤوليتها عن هجوم واحد على الأقل كل أسبوع.
وتؤكد بعض التقديرات أنه ورغم فقدان التنظيم المتطرف للأراضي التي كان يسيطر عليها، إلا أنه ما زال في حوزته ثروة تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وهو يستخدم تلك الأموال في شنّ هجمات إرهابية وفي تمويل الاعتداءات وتدريب المسلحين.انتهى/م.
اضف تعليق