كشفت صحيفة اسرائيلية، ان تل ابيب تخوض نزاعا في واشنطن لمنع اعادة الارشيف اليهودي للعراق، مشيرة الى ان اسرائيل تسعى لاستصدار قانون في الكونغرس لإبقاء الارشيف في واشنطن.
وقال الكاتب في الصحيفة أريئيل كهانا، إن "هناك نزاعا تخوضه إسرائيل في واشنطن للحفاظ على الأرشيف اليهودي الذي استولت عليه القوات الأميركية خلال غزوها العراق في 2003، حيث وضعت يدها على نسخ ثمينة وأوراق غالية من كتب التوراة التي احتفظت بها الجالية اليهودية في العراق قبل مغادرتها، وتم نقلها للولايات المتحدة"، مبينا ان "الإدارة الأمريكية تنوي إعادتها للعراق في الفترة القادمة، بسبب اتفاق مع بغداد".
وأضاف في تقرير مطول أن "مباحثات طويلة تشهدها واشنطن هذه الأيام بين طواقم أمريكية وإسرائيلية في سباق ضد الزمن للمحافظة على هذا الأرشيف التاريخي، حيث تقود هذه الجهود مسؤولة الكونغرس اليهودي في شمال أمريكا باتيه آرنبيرغ، وتدير من مكتبها في العاصمة الأمريكية بالأسابيع الأخيرة مبادرة تاريخية لإبقاء الأرشيف اليهودي في الولايات المتحدة".
وقالت آرنبيرغ إنها "تحاول التأثير على أعضاء الكونغرس من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، والجالية اليهودية في الولايات المتحدة"، مبينة ان "الأمر لا يحتاج سوى قانون تشريعي لإبقاء الأرشيف هناك، لأن واشنطن وقعت على اتفاق مع بغداد بموجبه يعاد الأرشيف للدولة التي صودر منها، يعني العراق".
وأضافت أن "الموضوع بدأ لدى اندلاع حرب الخليج الثانية في 2003، وفي إطار البحث عن السلاح النووي، لكن عناصر قوات الكوماندوز الأمريكية، لم يعثروا على قنابل نووية، ولكن وضعوا أيديهم على مقر قيادة الاستخبارات التابعة للرئيس صدام حسين، وفي أحد الغرف المغلقة الغارقة بالمياه عثروا على آلاف الكتب القديمة باللغات العبرية والعربية والآرامية، بعضها من كتب التوراة ومذكرات لرجال دين يهود".
وأوضحت آرنبيرغ أن "أحد الجنرالات الأمريكيين قدر أهمية هذه الوثائق، ولذلك بدأ الجيش بحملة لإنقاذها من خلال تجفيفها من المياه، وقرر خبراء الأرشيف الوطني الأمريكي نقلها للولايات المتحدة، في طائرة تابعة للجيش الأمريكي، ثم الاعتناء بها، وعرضها أمام الجمهور للاستفادة منها"، مشيرة الى ان "الأرشيف اليهودي يضم نسخا من كتب التوراة والتلمود، ورسائل شخصية لحاخامات يهود، وبطاقات وصورا عائلية للجالية اليهودية في العراق، وعشرات الآلاف من الصفحات".
وتابعت آرنبيرغ أنه "بموجب الاتفاق الموقع بين واشنطن وبغداد عام 2013، فإن الأمريكيين ملزمون بإعادة هذا الأرشيف إلى أصحابه الأصليين، ومع اقتراب موعد تنفيذ الاتفاق، بدأت تخرج أصوات يهودية في الولايات المتحدة، وحين كان تنظيم داعش يسيطر على مساحات واسعة من العراق، لم يكن للحكومة المركزية قدرة على الاحتفاظ بالأرشيف وحمايته".
واختتمت بالقول إن "إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما استجابت للأصوات اليهودية في الولايات المتحدة، وأبقي على الأرشيف اليهودي العراقي في واشنطن، على أن يتم تأجيل إعادته إلى أيلول 2018، لكن مع اقتراب الموعد بدأت الجهود من كل الأطراف لاستصدار قانون في الكونغرس لإبقائه في واشنطن".انتهى/س
اضف تعليق