قال الكاتب الصحفي جاستن ويب إن أمريكا التي انتخبت دونالد ترامب لا تزال تحبه، وعلى الليبراليين المنعمّين أن يعلموا أن الرئيس لم يتم انتخابه لأنه لطيف أو أمين.
ورأى الكاتب، في مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية، أن الساحة السياسية الأمريكية تنقسم إلى عالمين: أحدهما واقعي حقيقي والآخر خيالي تكتنفه الظنون، فيما تفصل بين العالمين هوّةٌ واسعة.
وأشار ويب إلى الظن القائل إن رئاسة دونالد ترامب تترنح من جهة، وواقع الطريقة التي ينظر الأمريكيون بها إلى رئيسهم، من جهة أخرى.
ورصد الكاتب في هذا السياق ما أظهرته استطلاعات الرأي خلال العام الجاري، والذي شهد كثيرا من العقبات التي اعترضت ترامب، من أن شعبية الرئيس شهدت رغم ذلك ارتفاعا طفيفا؛ بحيث عبّرت نسبة 40 بالمئة من الأمريكيين عن رضاهم عن أداء ترامب مقابل نسبة 55 بالمئة عبّروا عن استيائهم؛ وهذه الأرقام وإنْ لم تكن شديدة الإيجابية بالنسبة لترامب إلا أنها في المقابل ليست مروعة.
وأكد الكاتب أن شخصية الرئيس ترامب بكل مآخذها الظاهرة لا تبدو أساسية في رأي عدد لا يُستهان به من أوساط الأمريكيين.
وعلق الكاتب على مشهد رحيل السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين الأسبوع الماضي، كمشهد يؤكد الفجوة بين الحقيقة والخيال في الساحة السياسية الأمريكية: فالحقيقة في هذا المشهد هو ما كان يحظى به ماكين من احترام وإعجاب واسعين؛ أما الخيال فهو أن رحيله - والطريقة غير المكترثة التي تعاطى بها ترامب مع الحدث - كان بمثابة نقطة تحوّل وأن ماكين قد قوّض رئاسة ترامب مُحققًا برحيله ما يبدو ساسةٌ أمريكيون أحياء عاجزين عن تحقيقه.
وأكد صاحب المقال أن ترامب لم يتم انتخابه لكي يكون لطيفا أو حتى أمينا؛ ولكن ليتصدى ويحول دون تغييرات اجتماعية واقتصادية لم يكن عشرات الملايين من الأمريكيين يرغبون في حدوثها، ولكي يُعطي المدى القانوني لأصوات طالما كانت مكتومة بيد ماكين وأقرانه، ولكي يفسح المجال أمام صرخة غضب من تغييرات يعتقد ملايين الأمريكيين أنها تركتهم أكثر فقرا في مقابل مزيد من الإثراء لرجال المؤسسة الحاكمة الأثرياء بالفعل ممّن ساروا في جنازة ماكين.
ورأى الكاتب أن "أمريكا الليبراليين"، والتي علا صوتها الأسبوع الماضي في مشهد ماكين، لا تزال قائمة ويمكن أن تنهض من جديد لكن مع الإقرار بأوجه قصورها وإخفاقها في الاحتواء بشكل مناسب؛ أما "أمريكا ترامب" التي تتصدر المشهد حاليا، فلا يمكن تجاهلها، بحيث لم تعد العودة إلى "أمريكا ماكين" خيارًا مطروحا. ولقد ينبغي على ترامب أن يعرف التفريق بين الحقيقة والخيال، وهو ما ينبغي على خصومه أيضا أن يعرفوه. انتهى/خ.
اضف تعليق