قالت صحيفة التايمز في مقال بعنوان "ايمانويل ماكرون يواجه أكبر تحد خلال رئاسته"، إنه منذ انتخاب ماكرون توقع الكثيرون أن تنهار طموحاته لإصلاح فرنسا كما حدث مع سابقيه على مدى 30 عاما.
وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من أن الاحتجاجات العنيفة ليست غريبة على السياسة الفرنسية منذ أكثر من 200 عام، إلا أن سياسات ماكرون لإصلاح قانون العمل أو السكك الحديدية أو نظام الضرائب على مدى 18 شهرا الماضيين، لم تواجه سوى بمقاومة لا تذكر لكنها انتهت باحتجاجات أصحاب السترات الصفراء التي حولت أجزاء من فرنسا إلى ساحة حرب حقيقية.
وأضافت أن الاحتجاجات التي بدأت ضد ارتفاع أسعار الوقود تحولت إلى خيبة أمل أوسع من رئاسته إذ هبطت شعبية ماكرون إلى أقل من 30 في المئة وهو ما يشير جزئيا إلى ارتكابه لأخطاء سياسية.
وضربت الصحيفة مثالا بقرار خفض الضرائب على أرباح الأسهم والمدفوعات الاجتماعية للشركات والتي نظر له من الناحية الاقتصادية كخطوة لتحفيز الاستثمار وتشجيع التوظيف ولكن عدم مصاحبة ذلك لتخفيضات مماثلة على الضرائب المفروضة على العمال والفقراء روج لفكرة كونه "رئيسا للأغنياء". وساهم في ذلك أيضا، وفقا للصحيفة، لهجته التي تبدو متعالية وبعيدة عن عامة الشعب ومشكلاتهم.
وتطرقت الصحيفة إلى خطاب ماكرون الأسبوع الماضي الذي كان من المفترض أن يناقش فيه أسباب الاحتجاجات وسبل التهدئة حيث قال إنه في الوقت الذي ينشغل البعض بما في حسابهم البنكي "انشغل أنا بنهاية العالم"، في إشارة إلى استثمارات جديدة في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما ألمحت الصحيفة إلى أن ذلك يعكس انفصالا عن واقع الشارع الفرنسي.
وحذرت الصحيفة في نهاية مقال الرأي من أن تعامل ماكرون مع الاحتجاجات سينعكس بشكل كبير على فرنسا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام، مشيرة إلى أن المستفيد الأكبر من فشل ماكرون في تلك المهمة سيكون اليمين المتطرف أو أقصى اليسار.
اضف تعليق