(رويترز) - سوف يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو معا في نفس المكان يوم الجمعة في مقابلة غنية بالرمزية في وقت ينحي فيه بلداهما عقودا من الريبة ويحاولان استعادة العلاقات الدبلوماسية.
ومن المتوقع أن يهيمن هذا التقارب على قمة اجتماع الأمريكتين الذي يعقد في بنما بعد أقل من أربعة أشهر من إعلانهما السعي لخفض حدة التوترات وتعزيز التجارة والسفر بين الدولتين العدوين خلال الحرب الباردة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن اوباما وكاستروا تحدثا عبر الهاتف يوم الأربعاء قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي واشنطن. ولدى أوباما وكاسترو جداول أعمال منفصلة على مدار معظم اليوم لكنهما سيحضران بداية القمة مع زعماء إقليميين آخرين مساء يوم الجمعة.
وباستثناء عدد قليل من المقابلات الوجيزة غير الرسمية لم يعقد زعماء من الولايات المتحدة وكوبا أي لقاءات مهمة منذ أن أطاح فيدل كاسترو الشقيق الأكبر للرئيس الكوبي بالدكتاتور فولجنسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة عام 1959.
لكن وزيري خارجية البلدين الأمريكي جون كيري والكوبي برونو رودريجيز عقدا محادثات في فندق في بنما سيتي مساء الخميس وهو أول اجتماع من نوعه منذ أن اجتمع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق فوستر دالاس في واشنطن عام 1958 مع نظيره الكوبي في ذلك الحين جونزالو جويل.
وجلس كيري ورودريجيز وجها لوجه في قاعة حيث أمكن رؤيتهما عبر نافذة زجاجية كبيرة وتحدثا لأكثر من ساعتين. ووصف مسؤول بارز في وزارة الخارجية الامريكية الاجتماع بأنه "نقاش مطول وبناء جدا" وقال إنهما حققا تقدما.
ويبدو اوباما قريبا من إزالة كوبا من القائمة الأمريكية للدول التي تقول واشنطن إنها ترعى الإرهاب. وأدى إدراج كوبا على القائمة إلى تفاقم التوترات وجعل من الصعب على الشركات الأمريكية القيام بأعمال مع كوبا.
وقال مساعد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس إن وزارة الخارجية أوصت الآن برفع كوبا من القائمة.
ومن المتوقع أن يوافق أوباما إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيعلن قراره خلال القمة.
وقال مسؤول أمريكي إن كيري ورودريجيز استغلا لقاءهما لتمهيد الطريق أمام رفع كوبا من القائمة. وتضغط الولايات المتحدة للحصول على ضمانات من كوبا بعدم دعم الإرهاب في المستقبل وقدمت كوبا نفس الطلب لواشنطن.
ومن شأن إزالة كوبا من القائمة أن يؤدي إلى تقريب البلدين من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة التي قطعتها واشنطن عام 1961 وهو ما سينال رضا أمريكا اللاتينية التي تضغط حكومات فيها على واشنطن منذ سنوات لتغيير سياستها تجاه كوبا.
اضف تعليق