كعادتها دأبت السلطات السعودية في لجم كل عالم دين ينطق بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولتبرير قمعها الفكري تلجأ تلك السلطة الظالمة إلى اتهام الناطق بالحق بسلسلة من الاتهامات التي هي أليق وأصح أن تتهم بها، كنشر النعرات الطائفية والتدخل في شئون الدولة.
اليوم، ١٩ فبراير/شباط ٢٠١٦ وفي خطبة الجمعة وفي مسجد الرسول الأعظم في الإحساء حطم سماحة آية الله الشيخ حسين آل راضي اغلال المنع واضطهاد الكلمة، كاشفاً عن أن رأي الدولة لا يمكن أن يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
فبعد استدعاء سماحة الشيخ وتوقفه عن الخطابة واغلاق المسجد في الأسبوع الماضي عاد سماحته إلى موقعه الطبيعي وفند مزاعم السلطة السعودية بقوة المنطق والأدلة الشرعية.
وكشف سماحته عن ما جرى له، موضحاً إن حديثه هذا، ليس من باب التظلم الشخصي ولكن لأنه ظاهرة مستمرة شملت عدداً من العلماء في المنطقة.
وقال الشيخ الراضي بأنه تم استدعائه ليوقع على تعهد جاهز ينقسم الى قسمين (التعهدات- التهديدات) يلتزم فيه عدم التدخل في سياسة الدولة الداخلية والخارجية، بالإضافة للالتزام بالآداب الاسلامية وبالهدي النبوي وعدم إثارة النعرات الطائفية!.
اما التهديدات لسماحته فكانت
١-سحب الولاية من جامع الرسول الاعظم.
٢-المنع من الخطبة والخطابة بشكل عام.
٣- تطبق عليه الاجراءات الشرعية والقضائية.
وأبان سماحته أنه رد عليهم بعدم رضائه بالتعهد فكيف يكتب في نهايته، أنه كتبه برضاه وذلك غير صحيح .
واستنكر سماحة آية الله الراضي أن يتم مطالبته بالالتزام بالآداب الاسلامية، ففي ذلك إهانه لعالم الدين واتهامه في دينه.
واكد سماحته ان خطبه الـخمس الاخيرة التي سببت استدعائه، فقد كانت وفق نصوص دينية، وإنه استشهد بالقرآن وبصحيحي البخاري والمسلم.
وتسائل سماحته " هل قتل اهل اليمن الذي كانوا أصحابكم يوماً ما، وهل الذهاب بالجيوش لليمن وسوريا الا يعتبر تشويهاً للإسلام. وهل هذا من الهدي النبوي!
وهل الفتاوي التكفيرية من الهدي النبوي ! وهل الماكينة الاعلامية المحرضة من الهدي النبوي!".
أما عن التدخل في سياسة الدولة فقد قال آية الله الشيخ الراضي: أن الدين النصيحة وأن الرسول صلى الله عليه وآله قبِل النصيحة ولم يعتبرها تدخلاً في شؤون الدولة الاسلامية بينما انتم تعتبرونها تدخلاً في شؤون الدولة..فهل نأخذ بقولكم ام بقول رسول الله !!.
أما عن اثارة النعرات الطائفية فتساءل "ماهي النعرات الطائفية التي أثرتها ؟" مؤكداً ان تاريخه ومؤلفاته تشهد لها بدعواته للوحدة بين السنة والشيعة
وأكد سماحته أن من الهدي النبوي أن أقول، أن الحروب التي تشن في المنطقة هي حروب تكفيرية بامتياز وانها تجني على الدين.
وقال سماحته "للاسف الشديد اصبحت المملكة منبع التكفير وقيادته، وتؤمن به كدين تدين الله. والواقع شاهد على ذلك" وأضاف "ان الارهاب التكفيري متغلغل في المملكة وعلى أبوابها وكل مساجدنا وحياتنا، مهددة والدولة تلاحق كل من ينتقد او يتسائل ويجر للتحقيقات والتعهدات والتهديدات!.
بل أكثر فيتم التحقيق مع حماة الصلاة وحراس المصلين ويجرون للمحاكمات بينما التكفيريون يسرحون ويمرحون في البلاد".
وقال "لسنا بحاجة لارسال الجيوش لليمن والبحرين وسوريا وغيرها بل نحتاج لحماية الداخل من الارهابيين ، ونحن نعيش القلق الامني على الوطن والمواطنين والدولة هي المسؤولة عن ذلك فنحتاج لقلع جذور التكفير والارهاب من داخل المملكة قبل خارجها".
وختم الشيخ حسين الراضي مؤكداً موقفه "لا نطالب فقط بوقف الحرب في اليمن بل نطالب بوقف جميع الحروب وكل اشكالها العسكرية والاعلامية والطائفية والمذهبية على كل البلدان العربية والاسلامية، اننا ندعو للسلم العالمي ونحن ضد الظلم والفساد والارهاب والتكفير في العالم كله".
وسماحة الشيخ حسين الراضي هو من أشهر علماء الاحساء وله عدة مؤلفات رضينة، وقد لاقت خطبه الأخيرة انتشاراً واسعاً لأنها عبرت عن ضمير الناس وبشكل صادق وشجاع.
هذا هو منطق الحق حين يصدع وأما منطق الباطل فهو اللجم والاعتقال والمنع والسجن بتهم كاذبة باطلة.
إن على مراجع الدين والحوزات العلمية والعلماء عموماً أن يتخذوا مواقف أقوى وأشد أمام استهتار السلطة السعودية بحق العلم والعلماء.
اضف تعليق