تعيش الولايات المتحدة حالة من القلق العميق بسبب شبح الصين الذي تحول الى مارد عملاق يمد اذرعه بين شرق الارض وغربها بل وصل الى الفضاء.
صحيفة الغاردين نشرت مقال كتبه جوليان بورغر من واشنطن بعنوان "شبح الصين في القمة حيث يهدف بايدن إلى حشد الديمقراطيات في رحلة أوروبا".
يقول الكاتب إن الموضوع الوحيد وراء جولة جو بايدن الأوروبية هذا الأسبوع، والذي ربما لن يكون في أي من الاجتماعات وقد لا يذكر حتى في البيانات النهائية، هو الصين.
حدد بايدن ذلك جليا قبل انطلاق أول رحلة خارجية له كرئيس، إذ أوضح أن المنافسة بين الديمقراطيات في العالم وأنظمتها الاستبدادية - وأهمها بكين - هي التحدي العالمي الحاسم لهذا العصر، وبدونه لن يكون النصر مضمونا للولايات المتحدة وحلفائها.
يعتقد بايدن أنه للفوز، يجب على المعسكر الديمقراطي أن يظهر تماسكا وطموحا أكبر بكثير في الاستجابة لأكبر مشاكل العالم، وأهمها تغير المناخ والوباء. وهذه هي رسالته الأساسية في سلسلة من القمم خلال الأيام المقبلة، قادة مجموعة السبع في كورنويل وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في بروكسل ثم لقاء وجهاً لوجه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف، وفق الكاتب.
ويوضح المقال أن بايدن يُنظر إلى روسيا على أنها الأكثر استبدادا على المدى القصير، بينما يركز على التحدي طويل الأجل المتمثل في نجاح الصين اقتصاديا وعسكريا، وقد تحول مؤخرا (قبل عامين فقط) إلى هذا التقييم، إذ كان يجادل بأن المخاوف من صعود الصين مبالغ فيها.
عزز ذلك، يقول الكاتب، مكالمة هاتفية استمرت ساعتين في فبراير/ شباط، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، أوضح شي فيها لبايدن بالتفصيل كيف تعتزم الصين تجاوز الولايات المتحدة كقوة بارزة في العالم. ويقال إن الرئيس منشغل بالموضوع، ويثيره باستمرار في المحادثات الخاصة والعامة.
ونقل الكاتب عن أماندا سلوت، كبيرة مديري شؤون أوروبا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قولها إن المخاطر من حيث المنافسة العالمية جعلت هذه اللحظة في العلاقات مع أوروبا تضاهي تداعيات الحرب العالمية الثانية.
وأضافت أن بلادها أرست أسس الاقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، وأن الوقت حان لأن تدرس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديث هذه القواعد" ، مشيرة إلى الجهود المشتركة لمكافحة كوفيد والعمل المشترك بشأن حالة الطوارئ المناخية.
وأردفت أنه من المهم لحلف الناتو "اتخاذ إجراءات لضمان أنه في وضع مناسب للتعامل مع التهديدات الجديدة، وأن الصين واحدة من تلك التهديدات"، معتقدة أن القادة سوف يقومون بتقييم الحاجة إلى التكيف مع التحدي الاستراتيجي الذي تشكله بكين على أمننا الجماعي وازدهارنا وقيمنا".
وحول الموضوع نفسه، نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا بعنوان "جو بايدن حشد الحلفاء لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الصين".
يقول المقال إن بايدن سيستخدم قمة مجموعة السبع- جي 7 - هذا الأسبوع لتشجيع الحلفاء على الانضمام إلى واشنطن في اتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه بكين، حيث توج الرئيس الأمريكي سلسلة من الإجراءات الجديدة بأمر تنفيذي لتعزيز التدقيق في البرامج والتطبيقات الصينية.
ويؤكد المقال أن تصعيد الضغط يمهد الطريق للقمة التي تستضيفها المملكة المتحدة، والتي يأمل بايدن أن يقنع خلالها نظراءه بتوبيخ الصين على اضطهادها للإويغور المسلمين في شينجيانغ، وحملتها على الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ ، وإكراهها الاقتصادي للدول مثل أستراليا، ونشاطها العسكري العدواني في بحر الصين الجنوبي والشرقي.
فقد خلص البنتاغون إلى أن بكين أصبحت واحدة من أخطر "التهديدات السريعة"، ما دفع مجلس الشيوخ لإقرار مشروع قانون يوفر 250 مليار دولار لمساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على ميزة تنافسية على الصين في التقنيات الهامة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية.
كما اتخذ بايدن أيضا خطوات لتقليل اعتماد سلاسل التوريد الأمريكية على الصين، وجدد الأسبوع الماضي أمر دونالد ترامب بمنع الأمريكيين من الاستثمار في 59 شركة صينية، بما في ذلك التعاون الدولي لتصنيع أشباه الموصلات، وأكبر شركة صينية لتصنيع الرقائق.
يوضح المقال أن الاتحاد الأوروبي يشاطر الكثير من مخاوف الولايات المتحدة بشأن الصين، لكنه أقل حرصا على أن يكون جزءا من تحالف علني مناهض لبكين.
لكن المقال يوضح أن هناك قلق مستمر، يشمل أوروبا، من أن الولايات المتحدة تبالغ في المواجهة مع الصين، وأنها تطلب حقا من الدول الاختيار بينها وبين الصين على الرغم من أن الأمريكيين يقولون إنهم لا يفعلون ذلك.
اضف تعليق