استقبل الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الرئيس الأمريكي باراك أوباما في هافانا اليوم الاثنين, في مستهل محادثات تاريخية يتوقع أن يحث خلالها الرئيس الأمريكي نظيره الكوبي على إجراء إصلاحات اقتصادية وديمقراطية, ويستمع أيضا إلى شكاوى بشأن العقوبات الأمريكية.
وكان أوباما وصل إلى كوبا يوم الأحد في جولة تأتي بعد 15 شهرا من اتفاقه مع كاسترو على إنهاء خمسة عقود من العداء القائم منذ الحرب الباردة والعمل على تطبيع العلاقات. وزار الرئيس الأمريكي اليوم الاثنين قلب المنظومة الشيوعية في كوبا ووضع إكليلا من الزهور على نصب خوسيه مارتي بطل الاستقلال في ميدان الثورة.
وانتقل أوباما بعد ذلك إلى قصر الثورة القريب حيث قاد كاسترو وشقيقه الأكبر فيدل كاسترو مقاومة كوبا للضغوط الأمريكية منذ عقود.
ولم يكن يخطر على بال أحد أن يزور رئيس أمريكي المقر الخاص للسلطة في كوبا قبل المصالحة التي قام بها أوباما وراؤول كاسترو في ديسمبر كانون الأول 2014.
ومارتي شاعر وكاتب عاش في القرن التاسع عشر ساهم نشاطه في حصول كوبا على حريتها من اسبانيا وتبنى الثوار إرثه بعد ذلك كرمز لمقاومة الامبريالية.
واجتمع أوباما براؤول كاسترو ثلاث مرات من قبل لكن اجتماع يوم الاثنين هو الأهم. وتوجد خلافات عميقة بين الزعيمين تحتاج للبحث في إطار جهودهما لإعادة بناء العلاقات الثنائية.
ووقف كاسترو وأوباما كتفا بكتف قبل المحادثات وعزفت فرقة عسكرية السلامين الوطنيين الكوبي والأمريكي على الترتيب. وعقب الموسيقى استعرض الزعيمان حرس الشرف العسكري.
وتناقض حفل الاستقبال الرسمي مع الاستقبال المتواضع لأوباما فور وصول الطائرة الرئاسية إلى هافانا يوم الأحد. ولم يستقبل كاسترو الرئيس الأمريكي في المطار وكان الاستقبال خاليا من استعراض حرس الشرف.
ويتعرض أوباما لضغوط من منتقدين في الولايات المتحدة تطالبه بالضغط على حكومة كاسترو الشيوعية حتى تسمح بالمعارضة السياسية وتفتح اقتصادها الموجه على الطريقة السوفيتية.
وقال مساعدون لأوباما إن الرئيس سيحث على المزيد من الإصلاحات الاقتصادية وإتاحة الانترنت للكوبيين بصورة أكبر.
وقبيل المحادثات مع كاسترو أعلن أوباما عن اتفاق توصلت إليه شركة جوجل مع الجزيرة.
وقال أوباما لشبكة ايه.بي.سي نيوز في حديث بث يوم الاثنين "من الأشياء التي سنعلنها هنا أن شركة جوجل لديها اتفاق للبدء في إتاحة خدمة الانترنت على الجزيرة." ولم يورد تفاصيل أخرى ولم يتسن الاتصال على الفور بممثلين عن جوجل للتعليق.
وتأمل الإدارة الأمريكية أن تصل التغييرات كذلك إلى مؤتمر الحزب الشيوعي المقرر الشهر المقبل لكنها تتشكك في حدوث أي انفتاح سياسي في وقت قريب.
ورغم ذلك وعد أوباما بالحديث عن حرية التعبير وحرية التجمع في كوبا. وقال لجماعة نساء في ثياب بيضاء المنشقة الكوبية في رسالة يوم العاشر من مارس آذار "سأثير هذه القضايا بشكل مباشر مع الرئيس كاسترو".
ومن جانبه قال كاسترو إن كوبا لم تحد عن ثورتها التي قامت منذ 57 عاما. وطالب مسؤولو الحكومة الكوبية الولايات المتحدة بأن تنهي الحظر الاقتصادي الذي تفرضه على البلاد وتعيد قاعدة جوانتانامو البحرية إلى كوبا قبل أن تستأنف الدولتان العلاقات الطبيعية.
وفضت الشرطة الكوبية مدعومة بمئات المتظاهرين المؤيدين للحكومة مسيرة لجماعة نساء في ملابس بيضاء يوم الأحد واعتقلت العشرات قبل ساعات من وصول أوباما.
*الخلاف بشأن الحظر
وطلب أوباما من الكونجرس إلغاء الحظر الساري منذ 54 عاما لكن قيادة الجمهوريين رفضت ذلك. ويصطحب أوباما معه في رحلته مسؤولين منتخبين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويأمل أن يعمل الكونجرس على ذلك بعد انتخابات الرئاسة المقررة يوم الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
وصاح أحد الكوبيين قائلا "يسقط الحظر" خلال جولة أوباما في هافانا القديمة ورد الرئيس برفع يده اليمنى.
وبعد أن أوقف الكونجرس طلبه استخدم أوباما بدلا من ذلك سلطاته التنفيذية في تخفيف القيود على التجارة والسفر.
وأثنت كوبا على هذه الإجراءات لكن يُتوقع أن يستغل كاسترو لقاء أوباما يوم الاثنين للضغط عليه للقيام بالمزيد.
وقال وزير التجارة الخارجية رودريجو مالميركا "نعتقد أن الحكومة الأمريكية قادرة على اتخاذ المزيد من الخطوات لإرسال إشارات واضحة ومباشرة في هذا الاتجاه".
وعقد أوباما اجتماعا مع كاسترو دام نصف ساعة خلال قمة إقليمية في بنما في ابريل نيسان الماضي والتقى به أيضا لفترتين وجيزتين في جنازة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا في 2013 واجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر ايلول الماضي.
اضف تعليق