استنكر الكرملين اليوم الاثنين، الاتهامات الموجهة لروسيا عقب تسريب "وثائق بنما" حول الملاذات الضريبية لشخصيات كبرى معتبرا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المستهدف الرئيسي بها.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "بوتين وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة كلها الهدف الرئيسي وخصوصا من أجل زعزعة الوضع" مضيفا أن "لا شيء جديدا أو ملموسا" حول الرئيس الروسي في التسريبات.
وأشار بيسكوف إلى أن الصحافيين الاستقصائيين الذين عملوا على الوثائق المسربة حول الملاذات الضريبية لشخصيات بارزة في العالم هم مسؤولون أميركيون سابقون وعملاء سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه).
وقال "نعرف هذه المسماة مجموعة صحافية" في إشارة إلى "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" مضيفا "هناك الكثير من الصحافيين الذين يركزون مهنتهم خارج الاعلام عدد كبير من المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الاميركية وسي آي ايه وأجهزة خاصة اخرى".
وكشفت "وثائق بنما" قيام بوتين بتهريب أموال وتحقيق ثروة، مع مقربين منه، تقدر بنحو ملياري دولار.
وتعود تفاصيل بناء بوتين لإمبراطوريته المالية في الخارج إلى سنة 1990، عندما قام بتأسيس شركة مع عدد من المقربين منه، من أجل بناء مساكن في القرى الروسية، وتدعى الشركة "كوبيراتيف أوزيرو" ليصبح بعدها كل الذين شاركوا بوتين في هذا المشروع من أغنياء روسيا ووزراء في الحكومات.
وتظهر الوثائق أن بوتين ورفاقه اعتمدوا وسائل عديدة لتهريب الأموال لخارج روسيا من بينها قروض ممنوحة من قبل مؤسسات بنكية عمومية روسية دون أن تجري إعادة هذه القروض وأخرى تم تحويلها من حساب إلى حساب إلى أن اختفت بالإضافة إلى عمليات بيع أسهم وهمية، وتحويل العملة إلى الخارج بذريعة عمليات تجارية وهمية، ما جعل الأموال التي تم تهريبها من قبل العاملين مع بوتين إلى بنما تصل إلى أكثر من مليار دولار خلال الفترة ما بين 2009 و2011 عبر شركات وهمية.
وكانت وسيلة بوتين من أجل توضيب تهريب الأموال هي المؤسسة البنكية "بنك روسيا" والتي يتم تسييرها من قبل مقربين من بوتين بالتعاون مع فريق من المحامين السويسريين، ووصف البيت الأبيض هذه المؤسسة البنكية بأنها ‘مؤسسة الأصدقاء’، على اعتبار أن من يسير المؤسسة البنكية هو يوري كوفالتشوك، الصديق المقرب من بوتين، والذي كان أيضًا من بين المساهمين في الشركة “أوزيرو” التي أطلقها بوتين في سنوات التسعينيات.
مقرب آخر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متورط أيضًا في عمليات تهريب الأموال، هو عازف الكمان المحترف سيرغي رولدوكين، والذي يعد من أعز أصدقاء بوتين، وهو عراب ابنة بوتين الكبرى. وعلى الرغم من تصريح عازف الكمان الروسي بأنه لا يمتلك إلا بيتًا في روسيا، وسيارة، وبيتاً في إحدى القرى الروسية، فإن الوثائق تظهر أن لدى سيرغي سبع شركات مسيرة عن بعد في بنما.
اضف تعليق